كتب- محمد أبو الدهب..
أثارت واقعة تسريب بيانات ما يقرب من 24 مليون مواطن إثر هجوم سيبراني على إحدى شركات الاتصالات، حالة من الجدل الكبير في فرنسا.
هجوم سيبراني في فرنسا
أعلنت شركة Free، ثاني أكبر مُشغِّل لخدمة الاتصالات في فرنسا، عن تعرُّضها لعملية اختراق سيبراني مُنظّم وصف بـ “الكارثي”، أدّى إلى تسريب بيانات العملاء.
وأخطرت الشركة عملائها في رسائل عبر البريد إلكتروني بعملية الاختراق، موضّحة أنها كانت الضحية الأخيرة لـ “هجوم إلكتروني يستهدف أداة إدارة”.
تسريب بيانات العملاء في فرنسا
وأعلنت الشركة عن الواقعة بعد تحقيق داخلي استمر عدة أيام، فيما أفادت تقارير بأن الهجوم تسبب في الوصول غير المصرح به إلى جزء من البيانات الشخصية للمشتركين.
وتعلَّق تسريب البيانات بالألقاب، والأسماء الأولى، والبريد الإلكتروني، والعناوين البريدية، وتواريخ وأماكن الميلاد، وأرقام الهواتف، ومُعرِّفات المُشتركين والبيانات التعاقدية للعملاء.
ولم يتوصل المخترقون لبيانات أخرى مثل كلمات المرور، ومحتوى الاتصالات عبر البريد الإلكتروني، والرسائل النصية القصيرة، والرسائل الصوتية، وكذلك البطاقات المصرفية لعملائها.
24 مليون عميل معرضون لمخاطر الاختراق في فرنسا
وادعى أحد النشطاء في مجال اختراق الأنظمة الإلكترونية امتلاكه بيانات جميع مشتركي شركتي Freebox وFree mobile، أي نحو 19.2 مليون عميل.
وكشف هذا الشخص عبر منتدى شهير لإعادة بيع البيانات المسروقة، عن حصوله أيضًا على أرقام الحسابات المصرفية الدولية (IBANs) من 5.1 مليون مشترك بالإنترنت.
اقرأ أيضًا: «فتح حساب بنكي في فرنسا».. إليك الطريقة والمزايا والوثائق المطلوبة
تدابير عاجلة
وأعلنت شركة فري أنه إثر تسريب البيانات “تم اتخاذ جميع التدابير على الفور لوضع حد لهذا الهجوم، وتعزيز حماية أنظمة المعلومات الخاصة بها”.
وأخطرت الشركة اللجنة الوطنية لتكنولوجيا المعلومات والحريات (Cnil)، والوكالة الوطنية لأمن نظم المعلومات (ANSSI)، بملابسات الحادث، وقدمت بلاغًا إلى النيابة العامة.
وأرسلت الشركة رسائل لعملائها تدعوهم لأخذ الحيطة مستقبلًا، وذُكر في نص الرسالة “ندعوك إلى توخي الحذر الشديد فيما يتعلق بمخاطر رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية القصيرة أو المكالمات الاحتيالية”.
وأضافت: ” يرجى ملاحظة أن مستشارينا لن يطلبوا منك أبدًا كلمات المرور الخاصة بك شفهيًا”.
مخاطر مُحتملة للعملاء
توقّع خبراء في فرنسا تعرُّض العملاء الذين تسرّبت بياناتهم لمخاطر مُحتملة خلال الفترة المُقبلة، تتعلق بالتصيُّد الاحتيالي، وعمليات الخصم المباشر الاحتيالية.
ومثل عملاء شركة SFR، الذين وقعوا أيضًا ضحايا لهجوم إلكتروني منذ شهر تقريبًا؛ سيتعرض مشتركو Free Mobile وFreebox لخطر ُمتزايد من التهديدات الإلكترونية في الأسابيع المقبلة.
نصائح لتأمين البيانات الشخصية
أوصي خبراء الأنظمة والمعلومات المواطنين المقيمين في فرنسا بعدم الاستجابة للطلبات عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية القصيرة أو الهاتف، التي تُساعد المُجرمين على الوصول لمعلومات شخصية أدق.
وشدد الخبراء على ضرورة تواصل العملاء مباشرة عبر القنوات الرسمية مع مزوّدي الخدمة في حالة طلب خدمات بدون وسيط.
عمليات احتيالية
وأشار الخبراء إلى أن تسريب أرقام الحسابات البنكية الدولية IBAN من الممكن أن يحث أضرار في حالات معينة؛ حيث لا يمكن عادةً استخدام هذا الرمز الموحد المستخدم لتحديد الحساب المصرفي على المستوى الوطني والدولي لأخذ أموال من شخص ما دون تصريح منه.
ويحاول مجرمو الإنترنت إرسال تفويضات كاذبة للخصم المباشر إلى البنوك عن طريق سرقة توقيع صاحب الحساب، ولكن من الممكن تقديم شكوى إلى البنك لمدة 13 شهرًا للحصول على استرداد الأموال.
ويواجه مرتكب مثل هذه الجريمة عقوبة السجن لمدة خمس سنوات وغرامة قدرها 150 ألف يورو، وفقًا للقانون الجنائي الفرنسي.
ماذا تفعل إذا تمت سرقة بياناتك؟
كما هو الحال مع معظم الهجمات الإلكترونية، توصي هيئة GIP ACYMA الحكومية الفرنسية لمكافحة الاحتيال عبر الإنترنت بتغيير كلمات المرور الخاصة بك.
وعلاوة على ذلك، أكّدت الهيئة في منشورات دورية على موقعها على أن موظف خدمة العملاء لمزوّدي الخدمات غالبًا يؤكّدون عند التواصل مع العملاء هاتفيًّا على أنه “لا يحق لأي مستشار أن يطلب منك اسم مستخدم أو كلمة مرور أثناء محادثة هاتفية”.
ولفتت إلى أنه ” إذا تم استخدام البيانات الشخصية بالفعل، عليك بالاحتفاظ بجميع الأدلة مثل الرسائل، عنوان الموقع الإلكتروني، لقطات الشاشة، وما إلى ذلك، وتقديم شكوى إلى مركز الشرطة أو لواء الدرك أو حتى كتابيًا إلى المدعي العام للمحكمة القضائية التي تنتمي إليها.
اقرأ أيضًا:
الهجرة إلى فرنسا.. خطة صارمة لتقليص المهاجرين وسط انتقادات حقوقية
القيادة في فرنسا.. قواعد صارمة ومخالفات مرورية تصل إلى 15 ألف يورو والحبس
التأمين الصحي في فرنسا.. تعرّف على مزايا وشروط النظام وطريقة التسجيل
«تصريح الإقامة في فرنسا».. هل إجادة اللغة شرط أساسي للحصول عليها وتجديدها؟