كتبت – فاتن علي..
شهدت المملكة المغربية في الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بمرض الحصبة في بعض المناطق، مما أثار قلقًا كبيرًا بين المواطنين والسلطات الصحية، حيث سجلت المملكة منذ سبتمبر 2023 نحو 25 ألف حالة إصابة بالحصبة، بالإضافة إلى 120 حالة وفاة ناجمة عن هذا المرض المعدي، وفقًا للتقارير الرسمية من وزارة الصحة.
وفي تصريحات سابقة لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين الطهراوي، أشار إلى أن الإصابات بالحصبة تمثل 52.2 حالة لكل 100 ألف نسمة، بينما بلغ معدل الوفيات 0.55%، مؤكدًا أن الأطفال دون سن 12 عامًا يشكلون حوالي نصف عدد الوفيات بسبب الحصبة.
من جانبهم، يعزو علماء الفيروسات انتشار وباء الحصبة في المغرب إلى المشاكل التي تواجه حملات التطعيم في المملكة، مشيرين إلى أن الاتجاه العالمي نحو عدم الثقة في اللقاحات، الذي تفاقم عقب جائحة كوفيد-19، قد ساهم بشكل كبير في انخفاض معدلات التغطية بالتطعيم في العديد من المناطق المغربية.
وفي ظل هذا الوضع، تبرز أهمية التوعية بسبل الوقاية من المرض، من خلال تعزيز دور اللقاحات، وتحسين مستوى النظافة الشخصية، وتجنب التجمعات في المناطق المتضررة، وهو ما سنستعرضه في التقرير التالى..
مرض الحصبة
الحصبة تُعد واحدة من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى التي تنتقل عن طريق الجهاز التنفسي، وقد تسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التصدي لها بالشكل المناسب.
تنتقل الحصبة عبر الرذاذ المتطاير من الفم أو الأنف عند العطس أو السعال، تشمل أعراض المرض..
- الحمى الشديدة.
- طفح جلدي يظهر بعد 3-5 أيام من بداية الأعراض.
- سعال جاف.
- التهاب الحلق واحمرار العيون.
- ضعف عام في الجسم.
قد يؤدي المرض إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب الرئة، التهاب الدماغ، أو حتى الوفاة، خاصةً لدى الأطفال دون الخامسة وكبار السن.
كيفية الوقاية من الحصبة
-
التطعيم ضد الحصبة
التطعيم هو الوسيلة الأكثر فعالية للوقاية من الحصبة، وتوفر وزارة الصحة المغربية لقاحات مجانية للأطفال ضمن البرنامج الوطني للتطعيم، ويُنصح بالتأكد من حصول الأطفال على الجرعات الأساسية:
- الجرعة الأولى: عند بلوغ الطفل 12 شهرًا.
- الجرعة الثانية: عند سن 18 شهرًا.
كما تُوصى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل العاملين في القطاع الصحي وغيرهم من البالغين الذين لم يتلقوا اللقاح من قبل، بالتطعيم.
-
تعزيز النظافة الشخصية والعامة
- غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، خاصة قبل تناول الطعام وبعد استخدام المرحاض.
- تجنب لمس الوجه أو العينين بعد ملامسة الأسطح الملوثة.
- استخدام المناديل عند السعال أو العطس، والتخلص منها بطريقة صحية.
-
تجنب التجمعات في المناطق المتضررة
ينصح بتجنب التواجد في أماكن مزدحمة، خاصة في المناطق التي سجلت فيها حالات إصابة بالحصبة، لتقليل خطر انتقال العدوى.
-
مراقبة الأعراض والإبلاغ المبكر
في حالة ظهور أي من أعراض الحصبة، يجب التوجه فورًا إلى أقرب مركز صحي للحصول على التشخيص والعلاج اللازمين، الكشف المبكر يمكن أن يُساهم في تقليل حدة الأعراض ومنع انتقال العدوى إلى الآخرين.
دور السلطات الصحية المغربية
تعمل وزارة الصحة المغربية على تعزيز حملات التوعية المجتمعية لتشجيع المواطنين على التطعيم واتباع أساليب الوقاية، كما تتابع الوزارة انتشار المرض عن كثب من خلال نظام للرصد الوبائي، وتكثف جهودها لتوفير اللقاحات في جميع المناطق، خاصة تلك الأكثر تضررًا.
وأكدت أن الوقاية من الحصبة مسؤولية جماعية، تتطلب التزامًا من الجميع، سواء عبر الالتزام بالتطعيم أو تطبيق قواعد النظافة العامة، وباتباع الإرشادات الصحية، يمكن الحد من انتشار المرض وحماية الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع.
هل تحمي التطعيمات الإلزامية في مصر المقيمين في المغرب من الإصابة بالحصبة؟
بالنسبة للمقيمين في المغرب الذين حصلوا على التطعيمات الإلزامية في مصر، فمن المرجح أن يكونوا محميين إلى حد كبير ضد الحصبة، بشرط أن تكون هذه التطعيمات قد تم تلقيها وفقًا للجدول الزمني المعتمد في مصر.
في مصر، يتم تضمين تطعيم الحصبة ضمن برنامج التطعيمات الإلزامية للأطفال، ويتم إعطاء اللقاح ضد الحصبة عادةً في سن 12 شهرًا والجرعة الثانية عند سن 18 شهرًا، وبناءً على ذلك، يُفترض أن معظم المقيمين الذين تم تطعيمهم في مصر يمتلكون مناعة ضد الحصبة، وهذا يعني أن احتمال إصابتهم بالمرض في المغرب سيكون منخفضًا، خاصة إذا كانوا قد تلقوا الجرعات بشكل كامل.
لكن يجب الإشارة إلى أنه في حالات معينة، قد يحتاج بعض الأفراد إلى جرعة معززة إذا مر وقت طويل منذ آخر جرعة أو إذا كانت هناك شكوك في فعالية التطعيمات السابقة، لذلك، يُنصح دائمًا بمراجعة مراكز الصحة المحلية للتأكد من اكتمال التطعيمات بشكل صحيح.