كتبت: سما المصري _ وفاء عثمان
في مشهد مأساوي، تحولت أحياء بأكملها في كاليفورنيا إلى رماد، جراء حرائق هائلة التهمت كل ما في طريقها، الآلاف من السكان، بينهم عدد كبير من المصريين، فروا من منازلهم حاملين معهم القليل من أغراضهم، تاركين وراءهم ذكريات العمر وأحلام المستقبل. أصوات البكاء والصرخات تملأ الأجواء، فيما يحاول الناجون التكيف مع واقع جديد مليء بالتحديات والصعاب
الحرائق تسببت في مشاكل صحية للسكان.. الوضع لا يوصف
وفي ظل استمرار حرائق الغابات المدمرة في ولاية كاليفورنيا، أدلت مها أحمد، مواطنة مصرية مقيمة في الولاية، بتصريحات حول الأوضاع الراهنة، حيث وصفت الوضع بـ “المأساوي”. وقالت: “الحرائق تلتهم الأراضي بشكل سريع، والدخان يغطي السماء، مما يجعل التنفس صعبًا ويسبب مشاكل صحية للسكان. الوضع هنا لا يوصف، وأصبحنا نعيش في حالة من القلق المستمر.”
من جهته، تحدث كمال جمال، أحد المصريين المقيمين في كاليفورنيا، عن تأثير الحرائق على الحياة اليومية، وقال: “الوضع كارثي. الحرائق تلتهم الأراضي الزراعية والمنازل، والعائلات تُجبر على مغادرة بيوتها بسبب تقدم النيران. الناس هنا في حالة صدمة، لا نعرف ما إذا كانت المنطقة ستظل آمنة بعد هذا الدمار.”
وأضاف: “الأوضاع الاقتصادية ازدادت صعوبة، فالعديد من الشركات الصغيرة التي تأثرت بالحرائق تواجه تحديات كبيرة في التعافي نحتاج إلى مساعدات عاجلة، والجهود الحكومية لا تكفي لمواكبة سرعة انتشار النيران.”
وعلق محمد العدوي، المقيم في لوس أنجلوس، على الوضع الراهن في المدينة جراء الحرائق المدمرة، قائلاً: “الحرائق تسببت في حالة من الذعر بين السكان، حيث شهدنا العديد من الأشخاص يتركون سياراتهم في الطرقات والركض بعيدًا عن النيران خوفًا على حياتهم”. وأضاف العدوي: “كان الزحام شديدًا والهلع واضحًا على ملامح الناس، وكان الجميع يسعى للهروب من الخطر بأسرع ما يمكن”.
وأشار إلى أن الجهات المختصة استخدمت الآليات الثقيلة لتحريك السيارات المتروكة وسط الطرق، ما تسبب في إعاقة عمليات الإخلاء والإغاثة.
كيف تضرر المصريون المقيميون في الولايات المتحدة؟
وفي سياق متصل، أدلى العديد من أعضاء الجالية المصرية في الولايات المتحدة بتصريحات تعكس القلق والمخاوف من تداعيات هذه الكارثة الطبيعية.
وقال أحمد مصطفى، عضو في الجالية المصرية في لوس أنجلوس: “نحن نعيش حالة من القلق المتزايد بسبب استمرار الحرائق، خاصة في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من المصريين. الحرائق دمرت العديد من المنازل، وهناك الكثير من العائلات التي فقدت كل شيء. نناشد السلطات المحلية بتقديم المساعدة العاجلة للمناطق المتضررة.”
سارة عبد الله، ناشطة اجتماعية مصرية: “من المؤسف أن الكثير من أفراد الجالية المصرية تأثروا بهذه الحرائق العديد من المصريين هنا يعيشون في مناطق كانت في مرمى النيران نحن نعمل جاهدين لتوفير الدعم والمساعدات للأسر المتضررة.”
محمود شحاتة، رجل أعمال مصري، قال: “الحرائق كانت كارثة كبيرة للكثير من السكان، ونحن بحاجة إلى التضامن كجالية للوقوف مع المتضررين. من المهم أن نتعاون مع الجمعيات المحلية والسلطات لتقديم الدعم للمتأثرين من الجالية المصرية وغيرهم.”
كما أشارت منى سعيد، أستاذة جامعية في سان فرانسيسكو إلى الوضع الراهن بقولها: “رغم أن المجتمع المصري هنا في كاليفورنيا ليس من أكثر المجتمعات تضررًا، إلا أن هناك العديد من الأسر التي تأثرت بشكل مباشر نحن بحاجة إلى التركيز على توفير مساعدات عاجلة لمساعدة هذه الأسر على التعافي من الأضرار التي لحقت بها.”
تُظهر هذه التصريحات التزام الجالية المصرية في الولايات المتحدة بتقديم الدعم والمساعدة للمتضررين من الحرائق في كاليفورنيا، سواء عبر جهود إنسانية أو من خلال تحفيز السلطات المحلية لتوفير الإغاثة اللازمة.
منسق الجالية المصرية: الوضع كارثي والدمار كبير
فيما وصفت إيمان وهمان منسق عامل الجالية المصرية في مدينة لوس أنجلوس الوضع الكارثي الذي تعيشه المدينة والمقيمين بها جراء الحرائق الهائلة التي اجتاحت المنطقة، ففي تصريحات خاصة لـ موقع “وصال”، كشفت عن حجم الدمار والخسائر التي لحقت بالمواطنين والممتلكات، مؤكداً أن هذه الحادثة شكلت صدمة كبيرة للمجتمع هناك.
“اصبح جزء كبير في مدينة لوس أنجلوس مدمر بشكل كامل”.. هكذا يصف إيمان وهمان، منسق عام الجالية المصرية في الولايات المتحدة، الوضع الحالي في المدينة التي تحولت إلى ساحة حرب ضارية مع النيران، ففي حديث خاص، أكدت وهمان أن الحرائق الدامية قد تسببت في تشريد الآلاف من سكان المدينة، بينهم عدد كبير من المصريين وغيرهم الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم الثمينة في لحظات.
وأضاف وهمان: “الوضع مأساوي حقاً، فالكثير من الأصدقاء والأقارب اضطروا إلى ترك منازلهم فجأة، وبعضهم لجأ إلى الملاجئ المؤقتة، بينما تم إيواء آخرين في فنادق المشهد مؤلم حقاً، فالأطفال فقدوا مدارسهم والتي أحرقت بالكامل، والناس فقدوا كل ما يملكون”.
وتابعت وهمان قائلة: “نتلقى باستمرار أخباراً مؤلمة عن خسائر جديدة، فالحرائق دمرت أحياء بأكملها، وتحولت منازل فخمة إلى رماد في لحظات، الأمر يتجاوز الخيال، فلم نتوقع يوماً أن نشهد مثل هذه الكارثة المدمرة”.
