كتبت – سما صبري..
مع تزايد الضغوط على خدمات طب الأسنان في إنجلترا، يعاني ملايين المواطنين من صعوبة الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة، بينما تواصل تكاليف العلاج الخاص الارتفاع بشكل غير مسبوق.
ويفاقم هذا الوضع من معاناة الأشخاص، خصوصًا أولئك الذين لا يملكون القدرة المالية لتغطية تكاليف العلاج.
زيادة رسوم العلاج الخاص في إنجلترا
أظهرت دراسة حديثة أن تكلفة العلاجات في القطاع الخاص شهدت زيادات كبيرة، ما يضع عبئًا إضافيًا على المواطنين.
على سبيل المثال، قد يضطر المرضى لدفع 325 جنيهًا إسترلينيًا مقابل حشوة الأسنان، و435 جنيهًا إسترلينيًا لخلع السن، بينما قد تصل تكلفة علاج قناة الجذر إلى 775 جنيهًا إسترلينيًا.
هذه الزيادات الكبيرة تجعل العلاج غير متاح للكثيرين، مما يعرض صحتهم الفموية للخطر.
أزمة الوصول إلى خدمات هيئة الخدمات الصحية الوطنية
بجانب الارتفاع الحاد في رسوم العلاج الخاص، يعاني المواطنون من صعوبة في الوصول إلى خدمات طب الأسنان عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
وهناك نقص في الأطباء المتاحين، مما يجعل الحصول على موعد مع طبيب أسنان تابع للهيئة أمرًا صعبًا للغاية، وهو ما يعمّق معاناة المرضى الذين يعجزون عن إيجاد حلول.
معاناة المواطنين: ضغوط اقتصادية وصحية
“لم أتمكن من زيارة طبيب الأسنان لمدة عامين لأنني لم أتمكن من الحصول على موعد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية وعندما قررت الذهاب إلى طبيب خاص، اكتشفت أن التكلفة مرتفعة جدًا، وكل ما أستطيع فعله هو تحمل الألم إلى أن أتمكن من دفع ثمن العلاج.”، هكذا يروي “صاموئيل”، هكذا عبّر أحد المواطنين في لندن عن استياءه وتضرره من الوضع.
أما “سارة”، فقد أعربت عن معاناتها بقولها: “أنا أم لثلاثة أطفال، وأعمل بدوام جزئي فقط، لذا لا أستطيع تحمل تكاليف العلاج الخاص، منذ فترة طويلة وأنا أعاني من آلام شديدة في أسناني، لكنني لا أستطيع العثور على حل، كيف يمكنني أن أذهب لطبيب أسنان وأنا لا أستطيع حتى دفع فواتير الشهر؟”.
إليك طقس بريطانيا.. تحذيرات من تساقط كثيف للثلوج وهذه الطرق الأكثر تأثرًا
20% من الأشخاص يتجنبون زيارة أطباء الأسنان
ووفقًا لاستطلاع من مؤسسة هيلث واتش، يتجنب 20% من الأشخاص زيارة طبيب الأسنان بسبب تكاليف العلاج المرتفعة، ويرتفع هذا الرقم إلى 40% بين ذوي الدخل المحدود.
كما أن العديد من المرضى يعيشون مع آلام الأسنان لفترات طويلة أو يلجأون إلى محاولات علاج غير مهنية بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف العلاج الخاص.
التداعيات الاجتماعية والصحية
المعاناة التي يواجهها المواطنون لا تقتصر على الأبعاد الاقتصادية، بل تمتد أيضًا إلى الجوانب الصحية والنفسية، فالتأخير في العلاج يؤدي إلى تفاقم مشكلات الأسنان، ما يزيد من فرص الإصابة بمضاعفات صحية أخرى، مثل التهابات اللثة أو أمراض القلب، وهذه الوضع يمثل ضغطًا كبيرًا على حياة الناس، مما يؤدي إلى تدني نوعية حياتهم بشكل عام.
“أحيانًا أضطر إلى استخدام مسكنات الألم بشكل مستمر بسبب آلام الأسنان، لا أستطيع تحمل تكاليف علاجها، وعندما أتصل بالهيئة الصحية، لا أتمكن من الحصول على موعد في أقرب وقت، الأوضاع أصبحت صعبة جدًا” بتلك الكلمات عبّرت “إلين”، أحد المواطنين في مانشستر، عن معاناتها المستمرة.
دعوات للتغيير وإصلاح النظام
العديد من المنظمات مثل Healthwatch وجمعيات المرضى وأطباء الأسنان يطالبون بإصلاح النظام الحالي لتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية.
وتدعو تلك الجهات إلى زيادة التمويل المخصص لطب الأسنان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وتنظيم رسوم العلاج الخاص بما يتناسب مع قدرة المواطنين على تحملها.
التوظيف والضغط المستمر على الأطباء
يُعَتَبر نقص أطباء الأسنان في الهيئة من أبرز أسباب تفاقم الأزمة، مما يؤدي إلى تقليص عدد الزيارات المتاحة للمواطنين.
ويجعل هذا النقص الأطباء المتاحين مضطرين للعمل لساعات طويلة مع زيادة الأعباء عليهم، ما يساهم في تدهور الخدمة المقدمة.
“أعتقد أن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ خطوات جادة لتحسين نظام طب الأسنان في الهيئة، وإلا فإننا سنستمر في مواجهة هذه الأزمات المتزايدة، ونحن لا نعرف كيف سنتمكن من تحمل الأعباء المستقبلية.” بتلك الكلمات ختمت “إلين” تعبيرها عن الواقع الذي يواجهه العديد من المواطنين.
ومع تزايد التحديات الاقتصادية والصحية، يجب أن تتحرك الحكومة البريطانية بسرعة لإصلاح نظام طب الأسنان، مما يضمن للمواطنين القدرة على الوصول إلى الرعاية الأساسية بأسعار معقولة ويحسن من صحتهم الفموية في الوقت نفسه.