كتب – حسام خاطر
وقفت هناء زيتون “الفنانة منى زكي” مرعوبة أمام ضابط الجوازات الأمريكي في مطار نيويورك، الذي أخذ يسألها بصرامة عن الغرض من زيارة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتابع زوجها حازم “الفنان محمد ممدوح” ذلك الحوار عبر الهاتف وهو يروح جيئة وذهابا من شدة القلق، موجهًا إياها عبر سماعة دقيقة وضعتها في أذنها إلى تنفيذ ما اتفقا عليه من وضع مولودهما المنتظر في بلد الدولار.
تلعثمت الباحثة الزراعية وهي تسلم ضابط الجوازات الأصلع ضخم الجثة دعوة حضور مؤتمر زراعي في بلاد العم سام ونطقت بإنجليزية ركيكة ترجمتها العربية: “أنا هنا لـ… أحضر. الز…. الزر… شغل..مؤتمر”، ثم أجابت مبتسمة عندما سألها عن مدة الزيارة “5 أيام”.
سرعان ما تملك الخوف “هنا” مجددًا لما نظر إليها الضابط بعين زائغةطويلًا واستفسر منها في مكر عما إذا كانت تملك 10 آلاف دولار تغطي مدة إقامتها، فأجابت مرتبكة «105.. 1500 دولار أمريكي»، ما يساوي حوالي 47 ألف جنيه مصري، طبقًا لسعر الصرف الحالي «الدولار = 30.90 جنيه»، إذ تضاعفت قيمة الدولار أمام الجنيه منذ وقت إنتاج مسلسل في رمضان 2019 وحتى كتابة هذه السطور في 4 يوليو 2023.
الفرحة امتزجت بالرعب حينما أشّر الضابط على جواز سفرها بالعبور”أهلا بك في الولايات المتحدة الأمريكية”، وبينما تعبر الردهة إلى أرض الأحلام، اكتشف أمن المطار أنها كانت تجري مكالمة هاتفية غير مسموحةأثناء إجراءات الدخول، وبالطبع لم ينقذها حازم الذي كانت تصرخ فيه “الحقني يا حازم” ولكن تدخل زميلها في الوقت المناسب وخاطب شرطي المطار: “أهلا.. فيه مشكلة.. هي كانت معنا وتاهت” جنّبها المُساءلة.
كثيرات من الأمهات المصريات عشن تجربة “هنا” في مسلسل “لعبة نيوتن” طمعًا في مميزات حصول أجنتهن على رعاية صحية جيدة بجانب منحهم الجنسية الأمريكية فورًا عند الولادة ودخول الولاية المتحدة مجانًا وبكل حرية والسفر إلى 186 دولة حول العالم دون تأشيرة.
وفق المادة الـ14 من الدستور الأمريكي فإنه «يمنح كل مولود على أرض أمريكية جنسيتها»، لذا يصبح الرضيع مواطنًا أمريكيًا دون النظر إلى جنسية والديه، ويحق له استقدام أسرته ورعايتها في الداخل الأمريكيعندما يبلغ من العمر 21 عاما، مع تقديم طلب للحصول على الإقامة الدائمة، بالإضافة إلى تسهيل الحصول على القروض البنكية للعمل والتعليم، ناهيك عن حق التعليم الأساسي الإجباري المجاني.
“دعاء.س” زوجة ثلاثينية كانت حاملًا في آخر الأسبوع الـ34 عندما سافرت بصحبة زوجها وابنها في طائرة الخطوط الجوية التركية من القاهرة إلى مطار أتاتورك في تركيا، حيث طلب ضابط الجوازات من زوجها تقرير الحالة الصحية للأم وجنينها، كي يتأكد من سلامة السيدة الحامل وأنها لن تضع جنينها على متن الطائرة. ومن مطار أتاتورك طار الثلاثي إلى مطار نيويورك الدولي، حيث خضعوا لاستفسارات روتينيةمن ضابطة الجوازات «سألت جايين ليه ومعاكو كام؟.. هتعودوا أد إيه؟قولت لها شهر».
قبل الرحلة الجوية حجزت «دعاء» شقة عبر وكالة السفر الهولندية لإيداع الحجوزات « BOOKING» مقابل 1800 دولار أمريكي « 55618.20جنيه مصري»، وهو سعر يقترب من متوسط أسعار حجوزات السكن في أمريكا والذي يعادل 1700 دولار، كما وضعت في حسابها البنكي 10 آلاف دولار «حوالي 300 ألف جنيه مصري» وسددت 185 دولارًا «حوالي 6 آلاف جنيه مصري» رسوم تأشيرة السياحة العلاجية عن طريق البنك التجاري الدولي.
ومن مطار نيويورك «JFK» استقل الزوجان والابن سيارة أجرة «أوبر»إلى مقر إقامتهم المؤقت، وبعد الوصول، جرى ترتيب حجز مع طبيب الولادة الأمريكي، جورج سيلفستر، وتمت المتابعة حتى الولادة الطبيعيةفي مستشفى المهرست الدولي مقابل 12000 دولار «حوالي 38 ألفجنيه مصري».
وبعد يومين من الولادة ركبت الأسرة مترو الأنفاق إلى محطة «City Hall Park»، حيث استخرجوا شهادة ميلاد الطفل من مبنى الرعاية الصحيةرقم 125 في شارع «وورث»، وفي اليوم التالي تسلموا جواز السفر في أقل من 24 ساعة من مكتب الجوازات في شارع “هادسون”، وعند المغادرة لاحظوا وجود 8 أطفال حديثي الولادة في الطائرة.
أما سلمى فقد عاشت قصة رعب “هنا”، فالأخيرة سافرت في زمنجائحة كورونا عام 2020، بعد توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامبالقنصليات برفض إصدار تأشيرة السياحة «B1» و«B2» للسيدات الحوامل، ما أجبرها على إخفاء حملها عن موظف السفارة الأمريكية في القاهرة. الموظفة الثلاثينية في هيئة البريد المصري قالت: «قلت لهم هزور خالتي واتفسح على جسر بروكلين».
الزوجة العشرينية والموظفة في هيئة البريد المصري خضعت مع أسرتها لتحقيقات مشددة لمدة 5 ساعات من موظفي الجوازات في مطار جون كينيدي، حيث استجوبوها بغلظة “أين ستقيمين؟” و”هل توافق خالتكعلى إقامتك معها؟»: «معرفش هم حققوا معانا ليه؟ أنا سافرت مع ماما وبابا وابني الكبير اللي اتولد في أمريكا قبل كدا».
وبعد إجراءات المتابعة الصحية الروتينية، وضعت «سلمى» طفلها قيصريا في الأسبوع الـ39 في مستشفى بروكلين مقابل 16 ألف دولار، حيث أشادت بمستوى الخدمة والرعاية الطبية والنظافة، ونصحت المقبلات على الإنجاب في الولايات المتحدة الأمريكية بالاتفاق مع شركة لتسهيلات الإقامة والثقة بالنفس أثناء المقابلة في السفارة: «جاوبي على أد السؤال بوضوح».
خطوات التقديم على تأشيرة أمريكا:
– تعبئة طلب التأشير الإلكتروني المعروف باسم «DS-160».
– سداد رسوم التأشيرة والتي تبلغ 180 دولارًا، طبقًا لآخر زيادة أقرتها وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك عن طريق فروع البنك التجاري الدولي المنتتشرة في القاهرة والمحافظات.
– طباعة الطلب والتوجه به إلى مقر السفارة الأمريكية في حي جاردن بمنطقة وسط القاهرة.
معالجة التأشيرة تستغرق ثلاثة أيام عمل وتمتد إلى 15 يومًا، حسب الظروف الفردية، والمتطلبات الخاصة الأخرى.
المستندات المطلوبة:
– جواز سفر ساري لمدة 6 أشهر من تاريخ السفر وجوازات السفر القديمة إن أمكن.
– صورتان حديثتان خلفيتهما بيضاء مطابقة لمواصفات السفارة الامريكية «على فلاش ميموري».
– كشف حساب بنكي يغطي تكاليف السفر والإقامة أثناء فترة الحمل والولادة.
– حجز تذاكر الطيران.
– حجز مقر الإقامة غرفة في فندق أو شقة أو نُزل.
– ترجمة كل المستندات المقدمة إلى اللغة الإنجليزية بشكل دقيق.