كتب- محمد أبو الدهب..
في ليلة 31 أكتوبر الجاري؛ ستحتفل دول عدة بيوم الهالوين أو «عيد القديسين»، على رأسهم إيطاليا؛ فإذا كُنت من عُشَّاق أجواء الرعب، فإليك 10 أماكن هي الأكثر رُعبّا في روما.
-
بونتي فابريسيو أو جسر الرؤوس الأربعة في روما
يعتبر جسر فابريسيو أو الرؤوس الأربعة من بين المعالم المُخيفة في روما، يصل الجسر إلى جزيرة التيبر منذ عام 62 قبل الميلاد.
وأطلق على فابريسيو جسر الرؤوس الأربعة في القرن السادس عشر الميلادي، وذلك بسبب التماثيل الغامضة ذات الرؤوس الأربعة الرخامية الموجودة في نهايته.
ووفقًا لأسطورة شعبية؛ فإن التماثيل تُمثّل المهندسين المعماريين الأربعة الذين كلفهم البابا سيكستوس الخامس بترميم الجسر.
ويُقال إن المهندسين الأربعة كانوا دائمًا في خلاف، ومُثيرين للمشاكل لدرجة جعلت البابا يحكم عليهم بقطع رؤوسهم بسبب سلوكهم، بعد الانتهاء من أعمال ترميم الجسر.
-
جزيرة التيبر وتوري ديلا بولزيلا
بعد عبور الجسر على جزيرة التيبر، ستجد نفسك أمام برج يرجع إلى القرون الوسطى، أنشأ لحراسة الممر، إذا نظرت بعناية يُمكنك ملاحظة وجود نحت لوجه فتاة.
ويقال أن الوجه الجميل المنحوت كان لفتاة من القرن الرابع عشر مسجونة في البرج لأنها رفضت الزواج من الرجل الذي اختارته عائلتها وبقيت تنتظر حبها الحقيقي.
ورُغم أن الرأس يعود في الواقع إلى العصر الروماني؛ فإن الأسطورة أطلقت اسم الفتاة على البرج، حيث عُرف باسم برج بولزيلا.
-
سرداب الساكوني روسي
إذا رغبت في تجربة أكثر رُعبًا؛ فعليك بالذهاب إلى دير بازيليك سان بارتولوميو ألإيزولا، وهناك اتجه إلى الطابق السُّفلي حيث سرداب ساكوني روسي.
وسُمّي السرداب نسبة إلى جماعة ساكوني روسي، وهي جماعة كرست نفسها منذ نهاية القرن الثامن عشر لدفن الجثث التي تم العثور عليها في نهر التيبر.
عملت الجماعة على جمع الجثث وتطهيرها وتجريدها من ملابسها، ووضع عظامهم بطريقة زخرفية معينة بطريقة مشابهة لتلك المستخدمة في سرداب الدير الكبوشي الأكثر شهرة في فيا فينيتو.
ضمّت المقبرة عظام الموتى حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر، حيث نُقل المدافن بالكامل إلى مقبرة فيرانو، ولا يزال يتم تذكرها كل عام في الثاني من نوفمبر بحفل إحياء ذكرى المتوفى تيبر.
-
برج أرجنتينا واغتيال القيصر
يعد لارجو دي توري أرجنتينا (الاسم الحديث للمكان) أحد أهم المواقع التاريخية في روما، وقيل إنه المكان الذي اغتيل فيه يوليوس قيصر في 15 مارس 44 قبل الميلاد.
ولا تزال منطقة لارجو الأرجنتين الأثرية تحتفظ ببقايا كوريا بومبي، وهي الغرفة الكبيرة التي كان يجتمع فيها مجلس الشيوخ بشكل متقطع.
وتروي المأثورات التاريخية الرومانية أن يوليوس قيصر قُتل في هذا المكان بـ 23 ضربة عند سفح تمثال بومب؛ فوصف المكان من وقتها بـ “الملعون”، وأغلق بجدار.
-
ساحة كامبو دي فيوري وتمثال جيوردانو برونو
ارتبطت ساحة كامبو دي فيوري في روما بحادث مأساوي وصف بـ “البشع”؛ فشهد حرق الفيلسوف الإيطالي جيوردانو برونو حيًا هنا بعد إدانته بالهرطقة من قبل محاكم التفتيش الرومانية، 17 فبراير 1600م.
وأصبحت الساحة التي تستضيف السوق التاريخي، والمكتظة بالسياح في جميع أوقات اليوم، تحتضن تمثال شهير للفيلسوف الراحل، الذي صنعه مسبك كريسينزي، ويظهر فيه مُقنَّعًا، وفي يده كتاب.
-
مقبرة الأموات بكنيسة سانتا ماريا ديل أورازيوني إي مورتي
يُمكنك الوصول إلى كنيسة سانتا ماريا ديل أورازيوني إي مورتي عبر طريق جوليا بالقرب من قوس Farnese الشهير في روما.
وأول ما يُلفت نظرك هناك تلك اللوحة المُعلقة على واجهة الكنيسة، والمُدون عليها عبارة باللغة اللاتينية: “Hodie mihi, cras tibi”، وتُعني “اليوم لي، وغدًا لك”.
وكانت الكنيسة في الماضي مقرًا للأخوية التي تتولّى دفن الجثث التي يُعثر عليها في الريف المفتوح والمتروكة أو التي لم يطالب بها أحد.
وقام أعضاء الأخوية، المعروفون باسم “إخوة الموت”، بجمع الجثث ونقلها إلى المقبرة، ويوجد داخل وخارج المبنى الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر العديد من الرموز المرتبطة بالموت.
وفي القبو، استخدمت عظام المتوفى لزخرفة الأرفف والأفاريز، وظلت تلك المقبرة الواقعة تحت الأرض، نشطة حتى القرن التاسع عشر، حتى دُمّرت جزئيًا لاحقًا لبناء أسوار التيبر.
-
متحف أرواح المطهر.. والتواصل مع الأرواح والأموات
دعنا ننتقل الآن إلى الضفة المقابلة لنهر التيبر لاكتشاف الخزانة الصغيرة مع «متحف أرواح المطهر» بجوار كنيسة القلب.
ستلاحظ من الوهلة الأولى اختلاف التصميم البنائي للمكان عما حوله؛ حيث صُمم المكان بالطراز القوطي-الشمالي، المُنفصل تمامًا عن المباني المحيطة به.
ويجمع متحف نفوس المطهر، الذي أسسه المُبشّر الفرنسي فيكتور جويه، بعض الآثار التي ترمز إلى الإحسان إلى نفوس المطهر واتصالها بالأحياء، مثل آثار الأقدام على الملابس، لذا اشتهر المكان بأنه “نقطة للتواصل مع الأموات”.
-
ساحة نافونا
إذا ذهبت إلى ساحة نافونا في روما، وتجوّلت قليلًا، سترى هناك وجه حجري مُلصق على واجهة المبنى وكأنه يُراقب الساحة الكبيرة من الأعلى منذ نهاية القرن السادس عشر.
وخلف هذا التمثال المُخيف تكمُن قصة شعبية وحشية لصاحب حانة أعدمه البابا سيكستوس الخامس على المشنقة لأنه انتقد سياسة البابا في فرض الضرائب.
تقول القصة إنه في ذات ليلة؛ توقَّف البابا ليشرب بعض النبيذ في الحانة مُتخفيًّا على وجه التحديد حتى يتمكّن من الاستماع إلى رأي الناس الهادئ عنه.
أثناء ذلك، ولحظه التعس، اشتكى صاحب الحانة بلا مبالاة من الضرائب التي فرضها البابا، دون أن يعلم أنه الشخص الذي يشتكي له هو البابا شخصيًّا.
وفي اليوم التالي، عندما عاد لفتح الحانة مثل كل صباح، رأى الرجل الفقير مشنقة منصوبة في الساحة، ولم يُصدّق أنها منصوبة خصيصًا له، ولا يزال الرأس موجودًا حتى اليوم ليذكرنا بقصته الحزينة.
-
قصر Zuccari والأقنعة
بالنسبة لأي شخص سبق له زيارة حديقة الوحوش في بومارزو؛ فإن المبنى الذي يضم الآن مكتبة هيرتزيانا سيبدو مألوفًا.
ففي مبنى رقم 30 من شارع فيا غريغوريانا، بالقرب من درج ترينيتا دي مونتي، نجد منزل الرسام فيديريكو زوكاري، الذي اشترى الأرض عام 1590 وأراد بناء منزله على طراز الحديقة نفسه.
ووضع صاحب المنزل ثلاثة أقنعة مُخيفة على الباب والنوافذ، وكأنه أراد تخويف أولئك الذين يقتربون من المبنى المفرد، حيث أطلق عليه من حينها منزل “الوحوش”.
-
السرداب الكبوشي
سرداب آخر من سراديب الموتى يُمكن لعُشّاق أجواء الرُعب زيارته في الهالوين، أنه سرداب عظام دير الكبوشيين في فيا فينيتو بالعاصمة روما، الذي تفوح فيه رائحة الموت من كل مكان.
ويسرد المتحف قصة أسلوب حياة الرهبان، ويتضمّن سردابًا يُحفظ فيه عظام تعود إلى حوالي 3700 راهب، وتُشكّل العظام أشكالًا حلزونية وتصميمات وإطارات وعناصر معمارية، وتملأ الجدران والأسقف.
اقرأ أيضًا:
متاحف روما مجانية في هذا اليوم.. تعرّف على التفاصيل
أبرزها اللصوص وأكشاك المياه.. 5 أشياء يجب تجنبها عند السفر إلى روما