كتبت – أميرة سلطان..
لا يعد الطلاق في أمريكا مجرد إنهاء للعلاقة الزوجية، بل عملية قانونية تتطلب مراعاة عدة جوانب معقدة تتعلق بالحقوق المالية، حضانة الأطفال، النفقة، وأحيانًا الإقامة والهجرة، خاصة وأن القوانين تختلف من ولاية إلى أخرى، لذا فإن الزوجين في الولايات المتحدة يواجهان تحديات قانونية تتطلب فهمًا دقيقًا للإجراءات والحقوق التي يضمنها القانون.
إجراءات الطلاق في أمريكا
يخضع الطلاق في أمريكا للأنظمة القانونية المتبعة في كل ولاية، حيث تختلف القوانين المتعلقة بالطلاق حسب الولاية التي يتم فيها التقديم، لكن في معظم الولايات، يُشترط أن يكون أحد الزوجين قد أقام في الولاية مدة معينة (عادة بين 3 إلى 6 أشهر) قبل تقديم طلب الطلاق.
وتتم الإجراءات القانونية عبر تقديم طلب رسمي للمحكمة، حيث قد يكون الطلاق “قانونيًا” أي بناءً على أسباب قانونية مثل الخيانة أو سوء المعاملة، أو قد يتم بناءً على “اتفاق بين الزوجين”، وفي الحالات التي لا يتوصل فيها الزوجان إلى اتفاق، تتحكم المحكمة في تقسيم الممتلكات وحضانة الأطفال وغيرها من القضايا المرتبطة بالطلاق.
الطلاق في أمريكا.. ما وضع الزوجة؟
تُعد قضية تقسيم الممتلكات واحدة من أهم القضايا المثارة في حالات الطلاق في أمريكا، حيث يتم تقسيم الممتلكات وفقًا لنظامين رئيسيين:
نظام التقاسم المتساوي (Community Property): وهو النظام المعتمد في بعض الولايات مثل كاليفورنيا، حيث يُعتبر كل ما تم الحصول عليه خلال فترة الزواج ملكية مشتركة يجب تقسيمها بالتساوي.
نظام التقسيم العادل (Equitable Distribution): وهو النظام الأكثر شيوعًا في معظم الولايات الأمريكية، حيث يتم تقسيم الممتلكات بطريقة عادلة وليس بالضرورة متساوية، مع مراعاة العوامل المختلفة مثل مدة الزواج وظروف الطرفين المالية.
حضانة الأطفال ورؤية الطرفين
عند الطلاق، يعد تحديد الحضانة إحدى القضايا الحساسة التي تؤثر بشكل كبير على حياة الأطفال، إلا أن في معظم الحالات، تهدف المحاكم إلى ضمان مصلحة الطفل أولًا، وتظل الحضانة المشتركة بين الوالدين في حال كان ذلك في مصلحة الطفل النفسية والجسدية.
أما إذا كانت الحضانة الوحيدة هي الأنسب للطفل، فإن المحكمة قد تمنح أحد الوالدين الحضانة مع تحديد حقوق الزيارة للوالد الآخر، كما يُأخذ في الحسبان رغبة الطفل في حال كان في سن يسمح له بإبداء رأيه، وكذلك قدرة كل والد على توفير بيئة مستقرة وصحية للطفل.
نفقة الزوجة والأطفال في أمريكا
وفيما يخص النفقة سواء كانت نفقة للزوج أو الأطفال، يمكن أن يُطلب من الزوج الذي يمتلك دخلًا أعلى دفع نفقة للطرف الآخر أو للأطفال، بناءً على احتياجات الطرف المستحق للنفقة وقدرة الطرف المدفوع عليه، وإذا كان الزوج غير قادر على إعالة نفسه بعد الطلاق تأخذ المحكمة في الاعتبار عدة عوامل مثل مدة الزواج، المستوى المالي للزوجين، وأسباب الطلاق، وقد يُطلب من الطرف الذي لا يقيم مع الأطفال دفع نفقة للأطفال، ويتم تحديد مقدار النفقة بناءً على دخل الوالدين وعدد الأطفال.
تأثير الطلاق على الإقامة والهجرة
في حالة الطلاق بين الأزواج الذين كان أحدهم قد حصل على الإقامة الدائمة من خلال الزواج، قد يتأثر وضعه القانوني في أمريكا، فإذا كان أحد الزوجين قد حصل على الإقامة بناءً على العلاقة الزوجية، قد يواجه صعوبة في الحفاظ على وضعه القانوني بعد الطلاق.
وفي حال كان الطلاق قد تم قبل مرور فترة محددة من الزواج، قد يخضع الشخص لتحقيقات إضافية لتحديد ما إذا كانت العلاقة كانت حقيقية أم لا، وقد يتعين على الشخص تقديم إثباتات تؤكد أن الزواج لم يكن لمصلحة الحصول على الإقامة.
إليك الخطوات والشروط الأساسية للحصول على قرض شراء منزل في أمريكا