كتب- محمد أبو الدهب..
تعتبر أزمة السكن في ميلانو أحد أهم التحديَّات التي تواجه المُقيمين بها، لكونها أكبر المُدن الإيطالية الحاضنة للمُغتربين؛ لذا جاء الإعلان عن إنشاء 10 آلاف شقة جديدة للإيجار الدائم بأسعار مُنخفضة.
البلدية تتدخل لحل أزمة السكن في ميلانو
كشفت بلدية ميلانو، الخميس، النقاب عن خطتها الاستثنائية لإنشاء 10 آلاف شقة في غضون عشر سنوات بإيجار دائم خاضع للرقابة الحكومية، لمن لا يمتلك شراء منزل.
وحددت البلدية قيمة الإيجار بما لا يزيد عن 80 يورو للمتر المربع سنويًا، أي ما يقرب من 666 يورو شهريًّا للوحدات السكنية التي تصل مساحتها 100 متر مربع.
ومن المفترض أن تكون القيمة الإيجارية مُناسبة للأفراد الذين يتراوح دخلهم بين 1500 و2500 يورو شهريًا.
شراكة حكومية مع القطاع الخاص لحل أزمة السكن في ميلانو
وأوضحت بلدية ميلانو الخطوط العريضة للمشروع الذي يستهدف حل أزمة السكن في ميلانو، بمؤتمر عقده رئيس البلدية بيبي سالا والمستشار غيدو بارديلي بقصر مارينو، الخميس.
وسيتحمّل مطورو العقارات المهتمون تكاليف بناء المشروع، الذي يُقام على أراضٍ مختارة مملوكة لبلدية ميلانو، في شراكة بين القطاعين العام والخاص، من خلال نقل حقوق البناء.
أسباب أزمة السكن في ميلانو
“مشكلة الإسكان أزمة مُزمنة، لا تقتصر على سكان ميلانو فقط، ولا تفعل الدولة الكثير حيال ذلك”، بتلك العبارات أقرَّ رئيس البلدية بيبي سالا بوجود أزمة السكن في ميلانو.
ويرجع سالا سبب هذه الأزمة إلى وجود فجوة بين الدخل وتكاليف المعيشة، وقال: “في ميلانو لدينا 65 ألف شقة سكنية عامة مملوكة للبلدية والمنطقة”.
وأضاف أن ” المشكلة انتقلت إلى أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى السكن العام، ولا يستطيعون تحمُّل تكاليف السكن بالسوق الحرة”.
السكن في ميلانو ضرورة اجتماعية مُلحَّة
وشدد مستشار رئيس البلدية غيدو بارديلي على ضرورة اتخاذ إجراءات لإنشاء سوق تضع الاحتياجات الاجتماعية في الاعتبار.
وقال: “لقد كان هناك دائمًا سوقان جنبًا إلى جنب، ولكن في السنوات الأخيرة كان هناك نقص في التوازن لصالح السوق الحرة”.
المرحلة الأولى للمشروع جاهزة للانطلاق
تُقام المرحلة الأولى من المشروع في أربع مناطق هي: باشارب، بورتو دي ماري، ديموستيني، سان رومانيلو، ومن المُحتمل الانتهاء منها بحلول عام 2027.
وبالنسبة للمناطق الأخرى؛ فإن البلدية حددت إنشاء الشقق في حوالي عشر سنوات، في شراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث من المتوقع التعاون مع شركات الإسكان الاجتماعي، والتعاونيات.
انطلاق أعمال البناء في 4 مناطق ديسمبر المُقبل
من المقرر أن تبدأ شركات التطوير العقاري في بناء المرحلة الأولى بحلول ديسمبر المُقبل في أربع مناطق بمدينة ميلانو، توفّر وحدها 3 آلاف وحدة سكنية، وهي:
-
فيا سان رومانيلو:
تُقدّر مساحتها بـ 7 آلاف متر مربع، وكانت عبارة عن موقف سابق للسيارات، قبل أن يتم إزالته، وهي منطقة تم استصلاحها بالفعل.
-
منطقة بالاشارب:
تبلغ مساحتها 18 ألف متر مربع، وتقع في لامبوجنانو، هي منطقة حاولت البلدية تجديدها لإقامة مشروعات رياضية دون جدوى، كما سيتم إعادة تطوير محطة الحافلات بالتوازي مع مشروع البناء.
-
فيا ديموستيني:
مساحة هذه المنطقة 4500 متر مربع، وهي منطقة تم بناؤها جزئيًا، وممنوحة لجامعة بيكوكا التي تخلَّت عن استخدامها مؤخَّرًا.
-
بورتو دي ماري:
مساحتها 144 ألف متر مربع، ويوصف وضعها بـ “المعقد في خطط التطوير الحضري”.
المناطق الاخرى في المشروع
وفقًا لبيانات بلدية ميلانو؛ سيكون العدد الإجمالي للشقق 6500 وحدة داخل إطار مدينة ميلانو، و3500 خارج حدود المدينة، بإجمالي 21 منطقة.
وبالنسبة للمناطق الواقعة خارج المدينة؛ فهي تقع في جارباجنات ميلانيزي، جيساتي، كولونيو مونزيسي وسيناغو.
مُطالبات سياسية وحقوقية
شهدت ميلانو الفترة الماضية مُطالبات مُستمرة من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية بضرورة إيجاد حلول سريعة وملموسة بشأن أزمة السكن في ميلانو.
ونادت تلك الكيانات بترسيخ مبدأ الحق في السكن، والاستثمار في الإدارة العامة، وإسناد الإسكان إلى الإدارة العامة بهدف وضع استراتيجية وطنية بشأن الإسكان ميسور التكلفة.
وفي الوقت الذي تأمل فيه أحزاب إيطالية بمساهمة خطة الإسكان الجديدة في التقليل من حدة أزمة السكن في ميلانو؛ رأت أخرى أن وضع استراتيجية وطنية شاملة وحقيقية للسكن الاجتماعي هو الحل.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع أسعار العقارات في أوروبا بنسبة 67%.. إيطاليا الأقل زيادة وميلانو أغلى المدن
حرائق واضطرابات وحالات انتحار.. ماذا يحدث داخل «سجون ميلانو»؟