كتب- محمد أبو الدهب..
من المتوقّع أن يكون السفر إلى أوروبا مُختلفًا تمامًا بحلول عام 2030 عن ذي قبل، بفضل منظومة الدخول التي تعمل دول الاتحاد الأوروبي على إتمامها مستقبلًا من أجل تجربة سفر أكثر سلاسة وأمانًا.
جواز سفر على هاتفك
يُعتبر نسيان أو فقدان جواز السفر الورقي أحد المُشكلات التي يتعرّض لها الكثير من المُسافرين خلال رحلاتهم، ولكن بحلول 2030 لن يكون لهذه المشكلة وجودًا أثناء السفر إلى أوروبا.
ويأتي ذلك بفضل إجراء جديد أعلنت عنه المفوضية الأوروبية، يتمثّل في تخزين معلومات جواز السفر لكل مُسافر بشكل رقمي على الهواتف المحمولة.
وتستهدف هذه الخطوة الجديدة جعل تجربة السفر إلى أوروبا، والتنقُّل بين دول اتحاد الأوروبي أكثر سلاسة ومرونة وأمانًا، دون حاجة المُسافر إلى حمل جوازات السفر التقليدية.
إرسال مُسبق لوثائق السفر إلى أوروبا
إضافة إلى رقمنة جواز السفر وبطاقة الهوية؛ تدرس المفوضية الأوروبية إقرار إجراء آخر يتمثّل في إرسال الوثائق الشخصية إلى السُّلطات المُخْتصّة قبل السفر إلى أوروبا.
لجنة القيم والشفافية بالمفوضية الأوروبية رأت أن تقديم خطط السفر والوثائق إلى السُّلطات مُسبَّقًا يختصر الوقت عند المنافذ الحدودية، ما يسمح لها بالتحقق من صحتها، وكشف مُهرّبي المهاجرين والإرهابيين.
نظام أمني جديد في نوفمبر المقبل
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تطبيق نظام «الدخول والخروج» الجديد (EES) في نوفمبر المُقبل 2024، للتحقق من الدخول إلى منطقة شنغن التابعة للاتحاد الأوروبي والخروج منها.
ويهدف هذا النظام إلى تعزيز الرقابة على الحدود من خلال تسجيل بصمات الأصابع وصور الوجه عند السفر إلى أوروبا، ما يجعل من الصعب على المجرمين والإرهابيين استخدام جوازات سفر مُزيّفة.
صالح لمدة ثلاث سنوات
ويكون هذا التسجيل الأولي صالحًا لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة يجب التحقق من صحته في كل مرة يعبر فيها شخص ما الحدود؛ حيث يحل هذا محل ختم جوازات السفر.
ومع ذلك، سادت توقعات بأن يؤدّي هذا النظام إلى زيادة الوقت المُستغرق لعبور الحدود، فضلًا عن التحديَّات التي تواجه تنفيذه.
هل يُطبّق النظام الجديد في موعده؟
كان من المقرر إطلاق نظام الدخول والخروج المعروف اختصارا بـ EES في العام 2022، ولكن عقبات كثيرة أدت إلى تأخيره مدة عامين.
وفي أغسطس الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي عن دخول النظام الأمني الجديد حيز التنفيذ في العاشر من نوفمبر المُقبل، ولكن التقارير الأخيرة رجَّحت تأجيل التنفيذ مرة أخرى إلى 17 نوفمبر أو أبعد من ذلك.
مُشكلات تواجه النظام الجديد
كشفت تقارير رسمية صدرت عن دول عدة في الاتحاد الأوروبي عن أن حدودها لن تكون جاهزة لتنفيذ النظام الجديد في الوقت المُحدد، بسبب المُشكلات المُتعلّقة بالبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
وقالت بعض المطارات إنها بحاجة إلى تعزيز أرضياتها لتحمُّل وزن الماسحات الضوئية التي سيتعين على الرُّكاب المرور بها، فضلًا عن التأخير في تثبيت الحواجز الآلية بالمنافذ.
مراكز السفر إلى أوروبا غير جاهزة
أشارت التقارير إلى أن مراكز السفر الرئيسية، وهي فرنسا وألمانيا وهولندا، أبلغت اللجنة بأنها لن تكون جاهزة في التاريخ المُحدد لبدء تنفيذ النظام الجديد بشأن السفر إلى أوروبا.
وأثار المسؤولون في تلك الدول مخاوف بشأن الاختبار العملي للنظام في الميدان وما إذا كان تاريخ الإطلاق في نوفمبر ممكنًا أو سيتم التأجيل لأجل آخر.
تحذيرات من النظام الجديد
حذّرت منطقة كينت المسؤولة عن الحدود في ميناء دوفر بفرنسا، من تأخيرات تصل إلى 14 ساعة ستؤثّر على حركة الشحن والسيارات والحافلات عند إطلاق النظام الجديد.
وتمرُّ حوالي 68 ألف حافلة و 1.6 مليون سيارة عبر الميناء على أساس سنوي، وهو ما يُفجّر مخاوف من عدم قُدرة النظام على مُعالجة الجميع في الوقت المناسب.
توقعات بتأجيل التنفيذ
بسبب تلك التحديَّات؛ سادت التوقعات بتأجيل تنفيذ النظام الأمني الجديد، الذي من المُرجّح تنفيذه مرحلة تلو الأخرى بشكل تدريجي على مدار العام لتجنُّب الفشل في التطبيق.
وتأجيل التنفيذ ليس الأول؛ فكان من المقرر تطبيق النظام في صيف 2024 بعد تأجيله من 2022، ولكن دعت فرنسا إلى التوقُّف، مُعربة عن مخاوفها من التأثير السلبي على أولمبياد باريس.
وقرر الاتحاد الأوروبي بعدها تنفيذ النظام الجديد بشأن السفر إلى أوروبا في السادس من أكتوبر الجاري، ولكن أرجأ مرة أخرى خوفًا من الازدحام الذي من الممكن أن يُعطّل زيارات العُطلات المدرسية.
اقرأ أيضًا:
أسوأ مطارات أوروبا.. 3 دول شهيرة تأتي في المؤخّرة
أفضل 5 مطارات في أوروبا لعام 2024.. لماذا احتلت تركيا الصدارة؟
الاتحاد الأوروبي يعفي 60 دولة من تأشيرة «شنغن»