كتبت – أميرة سلطان..
الذهب المصرى والخليجى كلاهما لهما تاريخ طويل في صناعة المجوهرات، لكن الاختلاف بينهما قد يثير الجدل بين محبي الذهب والمتعاملين معه، خاصة مع انتشار بعض الشائعات في الآونة الأخيرة، حول جودة الذهب المصري مقارنة بالذهب الخليجي، وهو ما يسبب الكثير من اللبس بين المستهلكين، فبعض الأقاويل تشير إلى أن الذهب المصري عياراته أقل جودة وقيمة، وهو ما يستند إلى آراء بعض الصاغة في الدول العربية الذين يروّجون لهذا التصور، لكن ما هي الحقيقة وراء تلك الادعاءات؟.
الفرق بين الذهب المصري والخليجي
علّق الصائغ رأفت حلمى على تلك الادعاءات قائلًا: “بزعل أوى لما بلاقي حد مش فاهم ويقول إن الذهب المصري عياراته واطية، ومستند في كلامه على رأي بعض الصاغة في الدول العربية، للأسف، هؤلاء الصاغة هم الذين يشترون الذهب المصري بأسعار أقل من قيمته الحقيقية، ويبيعون الذهب المصري كعيار أقل، مثل أن يشتروا عيار 21 كعيار 18، وهو أمر غير صحيح”، وأكد حلمي أن الذهب المصري معترف به عالميًا ويُباع في جميع دول العالم، بل أنه من بين الأكثر طلبًا في الأسواق.
سبب اختلاف الألوان بين الذهب المصري والخليجي
أشار رأفت حلمى إلى أن السبب الرئيس لاختلاف اللون بين الذهب المصري والخليجي لا يعود إلى نقاء العيار نفسه، بل إلى الإضافات التي تُضاف أثناء عملية تصنيع الذهب، فمثلًا، يتم إضافة النحاس الأحمر أو النحاس الأصفر أو الفضة إلى الذهب المصري، ما يعطيه لونًا مميزًا يختلف عن الذهب الخليجى الذي يميل لونه إلى الأصفر الباهت أو “صفار البيض”.
وأضاف: “مصر بها أذواق متنوعة في لون الذهب، مثل الأوربيين، بعكس الذهب الخليجي الذي يميل إلى ألوان محددة يشبه ذوق بعض البلدان مثل الهند وبنجلاديش”.
الذهب المصري أقل مصنعية وأقل ضريبة
كما تطرق حلمي إلى نقطة مهمة أخرى وهي المصنعية والضرائب المفروضة على الذهب، قائلًا: “الذهب المصري يُباع بمصنعية أقل مقارنة بالذهب الخليجي، ولا توجد عليه ضريبة قيمة مضافة بنسبة 15% مثلما يحدث في بعض دول الخليج، كما أن الذهب المصري يُباع في مصر بسعر أقل من السعر العالمى بحوالي من 10 إلى 20 جنيهًا للجرام”.
أراء غير دقيقة حول العيارات
كما يرى حلمى أن المشكلة تكمن في أن بعض الصاغة في بعض الدول العربية يشترون الذهب المصري كعيار أقل، ثم يقومون بإرجاعه إلى الشكل الذي يتناسب مع ذوقهم واحتياجاتهم، متابعًا: “هؤلاء الصاغة بسبب اختلاف الذوق والتصنيع، يضيفون النحاس الأحمر أو الفضة لتغيير اللون، ويعطون انطباعًا غير دقيق عن قيمة العيار”.
وأضاف: “الفكرة كلها أن نسب النحاس الأحمر أو الأصفر أو الفضة تختلف من مكان لآخر، لكن ذلك لا ينقص من جودة الذهب المصري”.
واختتم حلمي حديثه قائلًا: “المشكلة ليست في الذهب المصري نفسه، ولكن في ذوق الأسواق المختلفة، ذهبنا في مصر له طابع خاص وألوان متنوعة، ولا يجب أن يتم تشويهه بسبب اختلاف الأذواق في دول أخرى، فإذا كانت بعض الدول تعيد صهر الذهب المصري وتحوله إلى لون يناسب ذوقهم، فهذا لا يعنى أن الذهب المصري أقل جودة أو عيارًا.
إليك متى تعود أسعار الذهب للارتفاع بعد تراجعه محليًا وعالميًا؟.. خبيرة تُجيب