كتبت – سوزان عبد الغني..
تطول المدة أو تقصر فلا تعتاد الأمهات في كندا على التكيف مع الغربة، فما بين 10 سنوات أو أقل وربما أكثر لازال الحنين والعودة إلى الوطن الأم هو الملاذ الآمن حتى وإن استحال الأمر.
تجارب الأمهات في كندا
فعلى إحدى الجروبات على موقع التواصل الاجتماعي على “فيسبوك” قررت إحد الأمهات التعبير عن شكواها عن عدم التعود على الغربة والبحث مع آخريات في كيفية الوصول إلى حل.
وقالت نسرين توفيق بعد وصولها كندا منذ 6 أشهر: “كيف اعتدوا على الغربة بكندا، وصلت هنا اتصدمت، لا أنا ولا أولادي مبسوطين”.
ووجه لها البعض نصائح من بينها العودة إلى بلدها، لترد قائلة: “مستحيل نرجع”.
لم تكن نسرين التي انتقلت من مصر إلى كندا، وحدها التي تشكو مر الغربة، وقالت جانيت من لبنان: “10 سنوات في كندا ولم أتأقلم ولن أتأقلم”.
مستقبل الأطفال وانتظار الجنسية في كندا
ترى الأمهات في كندا، أن الحياة بدون الأهل والأقارب صعبة، ولكنها مستمرة لمستقبل الأطفال.
وأضافت جانيت: “أهلي بعيدين عني وما عندي أحد هنا نهائيًا، بس باقيين نتحمل لأن إذا تركنا البلد أطفالنا يتبهدلوا”.
ووجهت هبة، نصائح مختلفة من واقع معرفتها بطبيعة كندا، بعد انتقالها من مصر، فهي ترى أنه من الضروري الدراسة أو العمل ومحاولة تكوين علاقات وصداقات معتبرة هذا هو الحل لتخطي صدمة الغربة، وتقول: “بالصيف أخرجي يوميًا مع الأطفال للتمشية وابتعدي عن الأشخاص السلبية”.
الوحدة والاكتئاب
أما شيرين، التي جاءت من ريف سوريا إلى كندا، منذ ما يقارب الأربع سنوات، فأمضت الأشهر الأولى في مكتب الأجانب، بحسب قولها، تنهي الإجراءات البيروقراطية الطويلة التي تشتهر كندا بها.
سيطر على شيرين الشعور “بالوحدة” في تلك الفترة لقضائها الكثير من الوقت في المنزل وحدها بعد ذهاب زوجها إلى العمل، فهي لم تكن تعرف أحدًا.
لم يكن المناخ البارد بمعزل عن التأثير على مشاعر الأمهات في كندا، فتلك البرودة غير المعتادة بالنسبة للقادمين من الشرق الأوسط، تسبب لهم أمراضًا ومشكلات صحية جمة.
وقالت هدى: “اختفاء الشمس لفترات طويلة يصيبني بالاكتئاب والكره للبلد”.
الشعور بالغربة في كندا
الشعور بالغربة أمر لا مفر منه حين تسافر للعيش في بلد أجنبي، حيث تجد الأمهات هناك أنفسهن مجبرات على خلق بيت دافئ يشعرن به بالألفة والأمان المفقود بسبب بعدهن عن أوطانهن وعائلاتهن، وكل منهن كانت لديها طريقتها الخاصة لفعل ذلك.
“انتي فين في كندا” سؤال تكرر مرارًا خلال التدوينة التي كُتبت، وهنا قررن هؤلاء السيدات لعقد تجمعات عائلية وخلق جو مختلف بديل عن الوحدة والصراع مع الغربة.
إليك هل لديك فكرة مشروع مبتكرة؟.. قدّم في برنامج تأشيرة كندا للشركات الناشئة وتمتع بمزايا متعددة