كتبت_ سما صبري..
في إطار خطة الحكومة البريطانية الجديدة لحل ملف الهجرة واللاجئين بطرق صحيحة، كشفت وزيرة الداخلية البريطانية، السيدة أنجيلا إيغل، عن افتتاح 14 فندقًا جديدًا لاستيعاب طالبي اللجوء منذ تولي حزب العمال مقاليد الحكم، مقابل إغلاق سبعة فنادق أخرى خلال الفترة نفسها.
وأكدت أن إجمالي عدد الفنادق المستخدمة كأماكن إقامة بلغ 220 فندقًا حاليًا، مقارنة بذروة تجاوزت 400 فندق خلال فترة حكم حزب المحافظين.
زيادة صافية وتبادل الاتهامات
من جهة أخرى، وجه السير جافين ويليامسون، النائب المحافظ السابق، أثناء جلسة مجلس العموم انتقادات للحكومة بشأن إعادة استخدام بعض الفنادق، مشيرًا إلى نقص التشاور مع السلطات المحلية، وفق صحيفة ديلي اكسبريس البريطانية.
وأشار ويليامسون إلى أن 19,326 شخصًا عبروا القنال الإنجليزي منذ وصول حزب العمال إلى السلطة، مما يمثل زيادة بنسبة 19% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وأضاف: “يشعر المواطنون بخيبة أمل لرؤية الفنادق تُعاد إلى الخدمة، وهو ما يُعتبر خرقًا لتعهد انتخابي واضح”، واصفاً إعادة فتح الفنادق بأنها “إملاءات حكومية تُفرض على السلطات المحلية دون دعم كافٍ.”
انتقاد سياسات المحافظين السابقة
في ردها، انتقدت إيغل سجل الحكومة السابقة، مشيرة إلى إنفاق 700 مليون باوند على خطة رواندا لترحيل أربعة أشخاص فقط، بقولها: “منذ الإعلان عن البرنامج وحتى إلغائه، عبر 83,500 شخص القنال الإنجليزي، مما يُظهر فشل الخطة في تحقيق الردع المزعوم.”
وأضافت أن استخدام الفنادق كمراكز إقامة بلغ ذروته في عهد المحافظين، مع أكثر من 400 فندق، مقارنة بـ 220 فندقًا حاليًا، لافته إلى أن الحكومة الحالية أغلقت سبعة فنادق منذ يوليو، لكنها اضطرت إلى فتح 14 أخرين.
من جانبه، اتهم وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، حزب العمال بمخالفة وعودهم الانتخابية، قائلاً: “اعترفت الوزيرة بأنهم فتحوا 14 فندقًا جديدًا لطالبي اللجوء، مما يناقض تعهدهم بإنهاء استخدام الفنادق تمامًا، رأينا أن نظام الردع نجح في أستراليا، لكن حزب العمال ألغى خطة رواندا قبل أن تبدأ، مما يعني أنهم لم يمنحوا البرنامج فرصة لإظهار فعاليته.”
إصلاحات في نظام اللجوء
ردت إيغل بأن حكومتها ورثت نظامًا يعالج أقل من ألف طلب شهريًا: “نحن الآن نعالج ما يصل إلى 10ألاف طلب شهريًا، ونعمل على تقليص التراكمات الكبيرة التي ورثناها.”
وأوضحت أن الحكومة الحالية تمكنت من إعادة 10ألاف شخص خلال الفترة الأخيرة، بزيادة تقارب 20% مقارنة بالعام الماضي: “نعمل على جعل نظام اللجوء أكثر كفاءة بعد أن ورثنا فوضى كبيرة من الحكومة السابقة.”
وفيما يتعلق بالدعوات للسماح لطالبي اللجوء بالعمل إذا انتظروا أكثر من ثلاثة أشهر، رفضت إيغل هذه المقترحات، قائلة: “رفع هذا القيد قد يكون عامل جذب رئيسيًا ويؤدي إلى زيادة الطلبات بطريقة غير مستدامة.”
تحديات مستمرة
بينما يواصل حزب العمال جهوده لإصلاح نظام اللجوء، تبقى هذه القضية محور خلاف كبير بين الأطراف السياسية، وسط دعوات لتحقيق توازن بين معالجة طلبات اللجوء بكفاءة والالتزام بالوعود الانتخابية.