كتبت ـ وفاء عثمان..
شهدت أسعار العقارات في المملكة العربية السعودية ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مما أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين والمقيمين، وهذا الارتفاع المطرد أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراءه، وتأثيره على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي الوقت نفسه، تشير التقارير المحلية إلى تراجع ملحوظ في العرض مقارنة بالطلب، ما ساهم أيضاً في زيادة الأسعار.
“الإحصاء” تكشف عن ارتفاع سنوي في أسعار العقارات السعودية
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء، التغيرات في الرقم القياسي لأسعار العقارات في المملكة خلال الربع الثالث من عام 2024، حيث سجّل المؤشر ارتفاعاً سنوياً بنسبة 2.6% مقارنة بالربع المماثل من العام السابق 2023، كما أظهرت البيانات ارتفاعاً ربع سنوي بنسبة 0.8% مقارنة بالربع الثاني من العام الجاري؛ ما يعكس نمواً تدريجياً في السوق العقارية بالمملكة
أوضحت البيانات أن القطاع السكني سجّل ارتفاعاً سنوياً بنسبة 1.6%؛ ما يشير إلى استمرار الطلب على العقارات السكنية.
في المقابل، شهد القطاع التجاري نمواً بنسبة 6.4%، في حين سجّل القطاع الزراعي تراجعاً بنسبة 8.7%.
فيما يتعلق بمؤشرات القطاع السكني، ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 1.9% على أساس سنوي مع انخفاضٍ طفيفٍ بنسبة 0.1% مقارنة بالربع السابق، كما زادت أسعار الفلل بنسبة 1.5% سنوياً، و0.4% ربع سنوي. أما الأراضي السكنية، فقد سجّلت نمواً بنسبة 1.6% سنوياً، و0.2% مقارنة بالربع الثاني من 2024.
وتواجه الجالية المصرية المقيمة في المملكة العربية السعودية، كغيرها من الجاليات، تحديات كبيرة نتيجة الارتفاع المستمر في أسعار الإيجارات. هذا الارتفاع يؤثر بشكل مباشر على مستوى المعيشة ويضطر العديد من المصريين إلى اتخاذ إجراءات وقائية للتكيف مع هذه الظروف الجديدة.
مقيم بالمملكة.. الأسعار ارتفعت بسبب زيادة الطلب
وفي السياق قال الطبيبي المصري المقيم بالمملكة العربية السعودية في تصريحات لـ”وصال” أن أسعار العقارات زادت بشكل كبير في المدن الرئيسية مش الجدة والرياض خاصة جدة بسبب أعمال الانشاءات التي تقوم بها الحكومة في شمال المدينة
وأشار إلى أن السبب الرئيسي لارتفاع الأسعار هناك هو هجرة المقيمين والمواطنين من الشمال إلى وسط وجنوب جدة ما تسبب في زيادة الطلب على العقارات وارتفاع الأسعار بالمدينة
وأوضح أن متوسط الإيجارات هناك وصل إلى معدل 25 الف ريال في السنة.. ما يعادل 2000 ريال كل شهر وهذا هو رقم قياسي بالنسبة لمستويات الإيجار في هذه المناطق.
العيش تحت سقف واحد أحد الحلول
ومن جانبه أكد محمد المهدي مقيم ويعمل بالمملكة العربية السعودية أن أفراد الجالية المصرية يلجأون للعديد من الحيل لتخفيف ضغط ارتفاع اسعار العقارات الذي يواجههم، مشيرا إلى أن مشاركة السكن مع أصدقاء أو أقارب من أكثر الحلول شيوعاً لتقليل قيمة الإيجار الفردي، هذه الطريقة تساعد على تقليل العبء المادي وتوفير تكاليف المعيشة الأخرى.
واضاف في تصريحات لـ “وصال” أنه يبحث الكثيرون عن سكن في مناطق بعيدة عن مراكز المدن أو في أحياء أقل شعبية، حيث تكون أسعار الإيجارات أقل على الرغم من أن هذه الخيارات قد تقلل من تكلفة الإيجار، إلا أنها قد تؤثر على جودة الحياة وزيادة وقت التنقل من مكان العمل إلى المنزل.