كتب – محمد أبو الدهب..
بسبب الانتظار المفرط للحصول على تصريح إقامة؛ انتابت حالة من الغضب الشديد مُهاجرًا مصريًّا، دفعته إلى تحطيم ما يقرب من 10 سيارات بمدينة إيزيرنيا في إقليم مليزة جنوب إيطاليا.
بداية القصة.. انتظار لا ينتهي في إيطاليا
أتى المهاجر المصري البالغ من العمر 24 عامًا إلى إيطاليا عن طريق البحر، في إحدى رحلات الهجرة غير الشرعية، وتمكّن من الوصول سالمًا إلى البلاد.
ونُقل المهاجر المصري رفقة آخرين كانوا معه على متن الرحلة، وآخرين من رحلات مشابهة، إلى مركز استقبال بفندق سابق يُسمّى «سايونارا»، بمدينة إيزيرنيا في إقليم مليزة جنوب إيطاليا.
وبعد نقل المهاجرين غير الشرعيين إلى مراكز الاستقبال لرعايتهم؛ تقوم السُّلطات الإيطالية عادة بعمل تحريات، وبحث كل حالة على حدة من المهاجرين، لمنحهم تأشيرات إقامة في إيطاليا من عدمه.
عدم استقرار نفسي في مركز الاستقبال
وقالت تقارير محلّية إن المهاجر المصري ظهرت عليه علامات عدم استقرار نفسي، قبل أيام من الحادث، بعد قيامه بإلقاء بعض الأثاث من شُرفة الفندق “مركز الاستقبال” في إيطاليا، ما أدى إلى تضرر السيارات المتوقفة أمام المركز.
وكما هو متبع في مثل هذه الحالات بإيطاليا؛ تم استدعاء فريق الإسعاف والشرطة، ونُقل المهاجر المصري إلى مستشفى كارداريلي في إيزيرنيا، ومكث لبضع ساعات، قبل أن يتم إعادته مُجددًا إلى المركز، بعد تحسُّن حالته النفسية، لكنه تمكّن من الهرب من المركز مرة أخرى لتدمير السيارات.
حالة غضب تنتاب المهاجر المصري
ذهب الشاب المصري إلى مكتب الهجرة في شارع فيا مونتيبيلو بالمدينة نفسها، لمراجعة التحديثات بشأن طلبه للحصول على تصريح إقامة، والذي تتم معالجته بانتظام.
وبعد ساعات، بدا الشاب منزعجًا من أوقات الانتظار، الأمر الذي أصابه بحالة شديدة من الغضب؛ فقام بضرب نوافذ المبنى من الداخل.
وفشلت محاولات الموظفين داخل مكتب الهجرة في السيطرة عليه، حيث أفلت منهم وخروج مُسرعًا إلى الشارع، ولازالت علامات الغضب تسيطر عليه.
وأعاق الشاب المصري حركة المرور بالشارع، بالاستلقاء وسط الطريق، وركل دراجات نارية كانت متوقفة في مكان قريب، قبل القفز أعلى سيارات كانت متوقفة في محيط مكتب الهجرة، وتحطيم الزجاج الأمامي لها.
وتسبب الحادث في حالة من الذعر والتوتر بمدينة إيزيرنيا، وتمكّن أحد القاطنين أمام مكتب الهجرة في شارع فيا مونتيبيلو من توثيق الواقعة بمقطع مصور، نشره لاحقًا على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أشعل حالة من الجدل.
وتلقت الشرطة بلاغًا عن الواقعة من أهالي المنطقة على رقم الطوارئ 112، ولكن عندما وصلت الشرطة إلى المكان، كان المهاجم اختفى تمامًا عن محيط الواقعة.
الشرطة الإيطالية تعتقل الشاب المصري
بدأت السلطات الإيطالية، بما في ذلك الكاربينييري وشرطة الدولة، عملية بحث واسعة في المدينة عن المهاجر المصري، الذي هرب واختفى عن الأنظار بعد ارتكابه واقعة الاعتداء على السيارات.
واستغرقت عمليات البحث عن المهاجر المصري نحو ساعتين، قبل أن تنجح الشرطة في تحديد مكانه بالقرب من فيا لاتينا بواسطة سيارة شرطة تدعمها دورية كارابينيري.
انتهى الأمر بالشاب المصري مُكبّل اليدين بعد مقاومة شديدة للشرطة، التي نجحت في النهاية من القبض عليه، ونقله إلى مركز الشرطة لإجراء التحقيقات اللازمة، واتهامه بإحداث أضرار جسيمة بالسيارات، وترويع المواطنين، ومقاومة السلطات.
وأفادت تقرير أمنية، بأن الشاب المصري اعتُقل، قبل عام، في مارغيرا بتهمة الاعتداء على الشرطة، حيث قام بـ “عض” أحد الضباط.
وزير إيطالي يُطالب بترحيل الشاب المصري
أثارت واقعة تحطيم المهاجر المصري الغاضب للسيارات بمحيط مكتب الهجرة في شارع فيا مونتيبيلو بمدينة إيزيرنيا، حالة من الجدل الشديد داخل المجتمع الإيطالي، الذي يشهد إجراءات صارمة لمنع الهجرة غير الشرعية لبلاده.
وانتقلت حالة الجدل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد تدخُّل نائب رئيس وزراء إيطاليا ووزير البنية التحتية ماتيو سالفيني، الذي هاجم سلوك المهاجر المصري في منشور له على حسابه بموقع «فيس بوك»، مُطالبًا بطرده.
وكتب ماتيو سالفيني: «مهاجر مصري يبلغ من العمر 24 عامًا، مقيم في مركز استقبال في إيزيرنيا، يقفز على عدة سيارات – ويضر بها – قبل أن يهرب، ثم يتم القبض عليه وتحديد هويته بفضل تدخل الشرطة والكاربينييري”.
وأضاف سالفيني: «لمن لا يهرب من أي حرب ويجلب لنا العنف والفوضى، هناك حل واحد فقط: الطرد! بينما أنا أخاطر بالسجن دفاعًا عن الحدود ومنع الهجرة غير الشرعية. دائمًا برأس مرفوع”.