كتب – محمد أبو الدهب..
يبدأ غدًا الجمعة 15 نوفمبر، إضراب المدارس في إيطاليا؛ حيث أعلن العاملون بالتعليم في إيطاليا عن التوقف عن العمل، تزامنا مع دعوة أخرى للطلاب بالامتناع عن الدراسة.
إضراب المدارس في إيطاليا
من المتوقع أن تتأثر أغلب المدارس في إيطاليا غدًا الجمعة، بعد الاستجابة لدعوة نقابة المعلمين والمدربين «أنيف» إلى إضراب وطني، بينما سينزل المعلمون والطلاب إلى الشوارع.
إضراب المدارس في إيطاليا.. لماذا يحتج العاملون في التعليم؟
يشمل إضراب المدارس في إيطاليا العاملين في مجال التعليم من إداريين ومعلمين، ضد إساءة استخدام العقود محددة المدة، وللمطالبة بتحسين ظروف العمل.
مارسيلو باسيفيكو، رئيس نقابة نقابة المعلمين والمدربين «أنيف» قال إن “الحكومة الإيطالية خفَّضت القوى العاملة الدائمة وضاعفت القوى العاملة المؤقتة، ما أدى إلى إساءة استخدام العقود محددة المدة”.
رفع متوسط عمر العاملين في التعليم
وأضاف باسيفيكو أن “تلك الإجراءات أدت إلى رفع متوسط عمر المعلمين والموظفين الإداريين، حتى تجاوز نسبة 50% من القوى العاملة التي تزيد أعمارهم عن 50 عامًا”.
ولتلك الأسباب دعت نقابة أنيف إلى الإضراب، وأطلقت عريضة لمراجعة سن التقاعد والمطالبة بتعويض مجاني عن سنوات التعليم الجامعي، وتقليل أعباء العمل عن كاهل العاملين.
هل يسقط تحرك الطلاب حكومة ميلوني؟
يشهد يوم إضراب المدارس في إيطاليا تحرُّكًا طلابيًّا كبيرًا في يوم احتجاجي تحت شعار “لا ميلوني”، الأمر الذي طرح تساؤلًا مفاده “هل سيكون احتجاج الطلاب بداية لسقوط حكومة ميلوني مثلما حدث في بنجلاديش؟”.
ويأتي احتجاج الطلاب استجابة لدعوة التعبئة والحشد التي دعا لها اتحاد الطلاب فيما أطلقوا عليه “يوم الإضراب الوطني”، للمطالبة بتحسين جودة التعليم.
شعارات طلابية بمواقع التواصل
“دعونا نغير نموذج المدرسة معًا، ونُعيد مستقبلنا إلى أيدينا”، “نريد أن نكون قادرين على تغيير مدارسنا، من الأسفل، ومن داخلها وخارجها”، نموذجان لشعارات انتشرت على مواقع التواصل للدعوة إلى الإضراب.
وذكر اتحاد الطلاب في بيان: “نريد أن نكون قادرين على البقاء في المدارس حيث يكون الطلاب متحررين من التبعية لعالم العمل، وثقافة الحرب والاستبداد، وتكاليف الدراسة، ومدارس خالية من الانزعاج النفسي والأبوية”.
اتحاد الطلاب: لم يعد من الممكن تجاهل صوتنا
فيما قال توماسو مارتيلي، المنسق الوطني لاتحاد الطلاب: “إن يوم 15 نوفمبر أمر أساسي ليس فقط بالنسبة لعالم الطلاب، بل لجميع أولئك الذين يؤمنون بالحق في التعليم العام المجاني”.
وأضاف: “سنكون حاضرين تحت المكاتب المؤسسية المحلية والإقليمية والوطنية، وصولاً إلى وزارة التعليم، لنؤكد للوزير فالديتارا أنه لم يعد من الممكن تجاهل صوتنا”.
هل تسمع الحكومة صرخة الطلاب؟
تابع فرانشيسكو فالنتيني، مدير الاتصالات في اتحاد الطلاب: “هذا الإضراب يُمثِّل صرخة أجيال سئمت من التجاهل، نحن لا نُطالب بمدرسة مختلفة فحسب بل نريد مدرسة تتيح لنا بناء مستقبل يتمتع بالحقوق والكرامة، بعيدًا عن منطق الاستغلال والتبعية”.
ولفت إلى أن الإضراب لا يُعبر فقط عن معارضة تجاه وزير التعليم، ولكن لحكومة ميلوني بشكل عام، موضّحًا أن السياسات تخلق مناخًا من الاستبداد والقمع داخل المدارس.
إصلاح المعاهد الفنية
وأشار فالنتيني إلى أنهم يُطالبون أيضًا بإصلاح المعاهد الفنية المهنية، الذي يُرسخ فكرة التوظيف القسري للطلاب وإخضاع عالم المدرسة بشكل أكبر لربح الشركات.
ووصف الإضراب بأنه “جزءً من سياق إصلاحات جذرية لبلدنا ويهدف إلى التعبير عن معارضة قوية أيضًا فيما يتعلق بمشروع قانون الأمن، الذي يقمع أي معارضة”.
عُمَّال وطلبة
حظيت مشاركة الطلاب بفعاليات إضراب المدارس في إيطاليا بدعم نقابي؛ فأعلن اتحاد العاملين بالتعليم Flc Cgil عن تضامنه مع الاحتجاج الطلابي.
وطالب الاتحاد بزيادة الاستثمارات في نظام التعليم العام والتكوين في الجامعة ونظام التعليم العالي، بدءً من الحق في الدراسة، وحتى حل أزمة العاملين في التعليم.
مطالبات بحل أزمة العاملين في التعليم
وأعلن الاتحاد عن رفضه التام لأي تخفيض تعاقدي لقيمة العملة أو تخفيضات جديدة في ميزانية نظام المعرفة، مشيرًا إلى أن “كل يورو أقل في المدارس والجامعات هو خطوة إلى الوراء نحو الأجيال الجديدة”.
وشدد الاتحاد على ضرورة خفض المعدل المرتفع لعدم الاستقرار الذي يعاني منه موظفو المدارس الإيطالية، والإساءة المستمرة للعقود محددة المدة، والتمييز القانوني والاقتصادي المستمر بين الموظفين الدائمين والمؤقتين.