كتبت – أميرة سلطان..
على مدار 72 ساعة، تعرضت ولاية كاليفورنيا لواحدة من أسوأ حرائق الغابات فى تاريخها، حيث اجتاحت النيران مناطق واسعة فى لوس أنجلوس ومحيطها، مخلفة ورائها دمارًا هائلًا فى المنازل والبنية التحتية، إذ أتى الحريق الذى بدأ فى منطقة “رونيون كانيون” أعلى هوليوود هيلز، على أكثر من 60 فدانًا (أكثر من 24 هكتارًا) من الأراضى، مسببًا أضرارًا ضخمة فى عدة مناطق.
السيطرة على حرائق الغابات
خلال الساعات القليلة الماضية، هدأت الأوضاع إلى حد كبير اليوم الجمعة، حيث تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على معظم حرائق الغابات التى كانت تجتاح مناطق لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، ورغم ذلك، لا تزال السلطات المحلية فى حالة تأهب قصوى تحسبًا لأى تغييرات مفاجئة فى اتجاه الرياح قد تؤدى إلى تجدد انتشار النيران، وتم تأكيد احتواء الحرائق فى بعض المناطق، خاصة فى هوليوود هيلز، بينما استمرت جهود السيطرة فى المناطق الأكثر تأثرًا، ومع تراجع سرعة انتشار الحرائق، بدأت عمليات العودة التدريجية للسكان إلى المناطق التى تم إخلاؤها.
ضحايا وخسائر حرائق الغابات
أسفرت الحرائق المستعرة عن مقتل 10 أشخاص على الأقل، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 10 آلاف منزل ومبنى، وفقًا لوكالة “أسوشيتد برس”، تم تدمير أكثر من 5000 مبنى فى منطقة باسادينا جراء حريق “إيتون”، بينما دمر حريق “باليساديس” فى الغرب أكثر من 5300 مبنى، كما طالت النيران العديد من المؤسسات المدنية، بما فى ذلك خمس كنائس، ومعبد يهودى، وسبع مدارس، ومكتبتين، وعدد من المحلات التجارية، تشير التقديرات إلى أن الحرائق دمرت مساحة تصل إلى 117 كيلومترًا مربعًا، ما يعادل تقريبًا حجم مدينة سان فرانسيسكو.
جهود إخماد الحرائق
تواصل فرق الإطفاء محاولاتها للسيطرة على الحريق، حيث أظهرت جهود مكثفة فى العديد من المناطق المشتعلة، رغم أن الحريق فى هوليوود هيلز قد تم احتواؤه جزئيًا، إلا أن الرياح العاتية تسببت فى استمرار انتشار النيران فى بعض المناطق الأخرى، بدورها طلبت السلطات المحلية من المواطنين الالتزام بأوامر الإخلاء فى المناطق القريبة من خطوط النار، بينما يواصل رجال الإطفاء العمل فى ظروف صعبة، وسط تصاعد الدخان وارتفاع درجات الحرارة.
أوضاع المصريين فى كاليفورنيا
بالنسبة للجالية المصرية فى كاليفورنيا، أكد أمير عزت، مصرى مقيم فى لوس أنجلوس، أن الأوضاع مطمئنة بالنسبة للمصريين المقيمين فى المناطق المتأثرة بالحرائق، وقال عزت إنه لم يعلن تسجيل أى إصابات أو خسائر فى الأرواح بين أفراد الجالية حتى الآن، مؤكدًا أن غالبية المصريين فى تلك المناطق يتابعون تعليمات السلطات المحلية ويتخذون التدابير الوقائية اللازمة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
وأضاف عزت أن الحرائق تركزت بشكل كبير فى المناطق السكنية ذات الأسعار المرتفعة التى يصعب العيش فيها نظرًا لارتفاع تكاليف العقارات، ما يعنى أن غالبية الجالية المصرية ليست فى خطر مباشر من الحرائق في هذه اللحظات.
من جانبها، أشارت أميرة مانلي، مقيمة مصرية فى أمريكا، إلى أن عمليات الإجلاء شملت العديد من المناطق القريبة من خطوط النار، بما فى ذلك مناطق سكنية كبيرة، مؤكدة أن السلطات تواصل تقديم الدعم والإرشادات للسكان، كما أكدت مانلي على أهمية تحضير شنط الطوارئ التى تحتوى على المستلزمات الأساسية فى حال تطلبت الظروف إجلاء المزيد من الأشخاص.
وأوضحت مانلي أيضًا أنه تم تحذير السكان من ضرورة استخدام الكمامات المزودة بالفلاتر لحماية أنفسهم من تأثير الدخان والرماد الكثيف في الهواء.