حوار – أميرة سلطان..
يحمل صوته أوجاع الغربة، تخرج منه الكلمات لتعبر عن شجن وحنين جارف لزمن فائت، عبرت أغنياته عن حال الكثيرين في فترات الأمل والانكسار في آن واحد، فتجده تارة يبدد وحدتك في “فاضي شوية نشرب قهوة في حتة بعيدة”، ويندب حظه في أخرى وهو يغنى “تهبي يا رياح الحياة دائما بما لا نتشهيه”، لكنه يتمسك في النهاية بالأمل فيدغدغ مشاعرك وهو يردد: “احلم معايا ببكرة جاي ولو مجاش إحنا نجيبه بنفسنا”.. تجربة حية جسدها صوت الفنان الشاب حمزة نمرة، الذي قرر أن يفتح أبواب قلبه ويكشف لبوابة “وصال”، عن أسرار تعلن لأول مرة.
وإلى نص الحوار:
أكثر من 10 سنوات قضيتها بعيدًا عن الوطن، حدثنا عن تجربة الغربة بالنسبة لك كيف كانت؟
أنا بالأساس معتاد على الغربة، ميلادي كان في الغربة وعشت طفولتي كلها أيضًا بها، واتغربت بعد التخرج واتغربت في منتصف العمر.
الغربة أصبحت جزءً من تكويني، فيها جوانب سلبية طبعًا مثل عدم القدرة على تكوين صداقات عميقة، وفيها جوانب إيجابية مثل الانفتاح على الثقافات المختلفة وفهم أعمق للإنسان والحياة.
إلى أي مدى أثرت تجربة الغربة على مسيرتك الفنية؟
أعتقد أنها أضافت لي عمقًا وتنوعًا فنيًا كبيرًا، ومنحتني الفرصة للانفتاح على موسيقات وثقافات مختلفة، وجعلتني أتقن اللهجات العربية إلى حد كبير.
أغنية تذكرتي رايح جاي كانت بمثابة أيقونة للمغتربين.. حدثنا أكثر عن قصة الأغنية؟
كانت الأغنية هي بداية معرفتي بالشاعر السكندري محمد السيد، وأغرمت بالنص فور قراءتي له عام ٢٠١٠، حيث كان في ذلك الوقت أمامي عرض عمل بالخارج واغتراب جديد وكان مريرًا جدًا عليّ ووقتها قاومت العرض ورفضته بعد صراع طويل فكانت الأغنية بمثابة حديث خاص جدًا بيني وبين نفسي، ولحنتها وقتها في يوم واحد وبدون الاستعانة بأي آلات موسيقية، كان الأمر أشبه بهطول المطر، فجأة وبغزارة، لكن استغرق تنفيذها موسيقيًا وتسجيليًا أكثر من عام.
هل ترى في الأغاني الحزينة تميمة الحظ بالنسبة لك، وما السر وراء نجاحها الكاسح؟
لا يمكن أبدًا كفنان تتوقع رد فعل الناس تجاه الأغاني، لأن هناك عوامل كثيرة خارجة عن إرادتك منها الظروف المحيطة والتوقيت والمزاج السائد في ذلك الوقت والثقافة السائدة.
والناس بتصدق من الفنان إيه أكتر من إيه، تفاصيل كثيرة، لكن فعلاً حققت لي بعض الأغاني التي بها قدر من الشجن نجاح كبير، وفي نفس الوقت أغنية “فاضي شوية” يمكن من أكبر النجاحات التي حدثت لي رغم أنها لا تصنف كأغنية حزينة لكنها مليئة بالمشاعر، بشكل عام نقدر نقول الأغاني ذات المشاعر الزيادة هي تميمة الحظ لي.
تشابكت كثيرًا مع أحداث الشارع في أغانيك.. هل تجهز لأعمال فنية عن فلسطين؟
أنا قدمت أعمال عديدة للقضية الفلسطينية ومن الفلكلور الفلسطيني، وما يحدث يجعلني أشعر بأن كلام الأغاني ليس له قيمة أمام الأهوال التي نراها.
أنا بعطل فنيًا أمام المآسي الكبرى، لكن يظل موقفي واضحًا طوال عمري تجاه القضية الفلسطينية ومؤمن بعدالتها.
ظهرت في أكثر من حفلة تغنى مهرجانات، الناس استغربت هل فعلا حمزة نمرة يستهويه هذا اللون من الغناء.. وهل تفكر في دخول عالم المهرجانات بأغاني جديدة؟
أنا بحب ألوان كثيرة من الموسيقى، ونفسي أقدم أفكار كثيرة، التحدي إنك تعمل حاجة تتصدق منك وفيها تجديد، أوقات تصيب وأوقات لا تصيب لكن لازم أفضل أجرب والتجربة بتعلم.
برأيك هل فشلت محاولات التصدي للمهرجانات وتغير المزاج الشعبي وأصبح متقبلًا لأغاني المهرجانات الشعبية؟
أنا لست مؤمنًا بفكرة التصدي لأي لون فني أو الوصاية الفنية، لو عايزين نغير الذوق الفني وننميه لازم نبدأ من المدرسة، ولحد ما يحصل كده سيظل الفن مرآة لمجتمعه مهما حاولنا.
من هو المطرب المفضل لحمزة نمرة؟ وكيف تختار أغنياتك وما أكثر الأغنيات التي تعتز بها في مسيرتك الفنية؟
كثير جدًا.. أنا أسمع الأغنية أكثر من المطرب، وفيه أغاني كثيرة جدًا قديمة وحديثة بحبها جدًا، لكن أقدر أقول الحاج أحمد منيب الله يرحمه شكل جزء مهم من وجداني, ومحمد منير وتجربته.
أما عن اختياري للأغاني، فهي عملية طويلة ومرهقة جدًا، فكرة إني ما استسهلش وأجتهد إني أعمل أفكار حلوة ومميزة بتاخد وقت ونعيد الكتابة والتلحين والتوزيع في أوقات كثيرة جدًا، وأكثر أغنية اعتز بها “فاضي شوية” و”داري يا قلبي”.
جمهورك يسأل عن سبب قلة حفلاتك داخل مصر؟ وهل تخطط لحفلات قادمة هنا؟
أنا عادة أختار حفلاتي ومواعيدها بعناية لكي تظل دائمًا تجربة استثنائية للجمهور. وإن شاء الله عندي حفل في مهرجان العلمين ١٦ أغسطس وحفل آخر في مهرجان القلعة بالقاهرة وحفل في مكتبة الإسكندرية، ودائمًا الجمهور المصري في قلب جولاتي سواء داخل مصر أو خارجها.
حدثنا عن نجاح التتر الغنائي لمسلسل سر إلهي.. كيف كانت التجربة الأولى لك، وهل ممكن ظهورك كوجه سينمائي الفترة القادمة؟
كانت تجربة مهمة جدًا بالنسبة لي؛ لأنها الأولى وكنت حريص إني أقدر أعبر عن فكرة المسلسل بأفضل شكل والحمد لله الأغنية عجبت كل الجمهور وبالتأكيد هذا الأمر شجعني على تكرار تجربة الأعمال الغنائية في دراما التلفزيون والسينما.
أما بالنسبة للتمثيل أنا أتذوقه وأقدر أوظفه في الأغاني كما فعلت فى أغنية (مرايات)، لكن لا أفضل تجربة شيء وأنا لست محترف فيه، التمثيل حرفة وصناعة ومهارة وليس بالذراع والمفروض ألا يكون وسيلة تعملها عشان تحقق شهرة أكبر وخلاص، كما أن صناعة الموسيقى صناعة صعبة وتحتاج تركيز وهى تأخذ كل تركيزى دلوقتى مش عايز حاجة تانية تاخدني منها.
ماذا عن مشاريعك الغنائية للفترة القادمة؟
إن شاء الله أجهز أغاني كثيرة حلوة جاية في السكة أعتقد هيكون أولنا في الصيف، على الأرجح هتكون سنجل لكن محتمل تتجمع في ألبوم، هيبان الفترة الجاية.