حوار – أمير شاهين..
تمكن الطبيب المصري المقيم في ألمانيا الدكتور عبد الله جريشة، من إنقاذ سيدة ألمانية عن طريق إجراء جراحة دقيقة عبر تقنية الروبوت لاستئصال ورم ضخم في الرحم، ومتشعب بين الشرايين، وكان لتلك الجراحة صدى واسع في المحافل الطبية الألمانية.
وجريشة هو كبير أطباء قسم النساء بمستشفى نويمونستر منذ 14 عاما، وهو الطبيب المصري الوحيد في ألمانيا الذي يجري جراحات النساء عبر تقنية الروبوت، من مواليد عام 1976 بالقاهرة تخرج في كلية الطب عام 2007 من جامعة هامبورج، ثم قضى عامين في الجراحة عامة والمناظير بنفس الجامعة، وبعدها تخصص في جراحة النساء والأورام بجامعة “ابرهارد كارل” في “تيوبنجن”، ثم تخصص في جراحة الروبوت منذ عامين ويشغل حاليا منصب كبير أطباء قسم النساء بمستشفى نويمونستر.
“وصال” حاورت الطبيب المصري وتحدث عن تجربته وتخصصه الدقيق
في البداية تحدث الدكتور عبدالله جريشة عن جراحة “الروبوت” أو ما يسمى بالجراح الآلي باعتبارها أحدث وسائل الجراحة في العالم فقال: “هي طريقة مستحدثة بدأت في أمريكا منذ عام 2000 وخضعت لتجارب عديدة عبر عدة سنوات حتى تمكنوا من الوصول لأعلى درجات الدقة في الجراحة، وبدأ انتشارها مؤخرا بنسبة ضئيلة في بعض الجراحات كقسم المسالك البولية وجراحات النساء وغيرها، مشيرا إلى أن تلك الطريقة لا يتقنها سوى عدد محدود من الأطباء في بعض الدول منها أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ومؤخرا في مصر والإمارات.
وأضاف “جريشة”، إن عدد الأطباء الذين يجيدون استخدام الروبوت في قسم النساء بألمانيا لا تتجاوز نسبتهم 1%، موضحا أنه الطبيب المصري الوحيد الذي يقوم بإجراء العمليات بتلك الطريقة في ألمانيا.
وأشار إلى أن تاريخ الجراحات بدأ بالجراحات الكلاسيكيه التي يتم من خلاله شق البطن وإجراء الجراحة المطلوبة لكنها كانت طريقة صعبة على المريض بسبب تأثير الجرح وألام الخياطة فضلا حدوث أي تلوث خلال الجراحة أو التمرض، ثم تطورت الجراحة الى جراحة المناظير من خلال إدخال أنابيب المناظير والمتابعة عبر الشاشة “المونتور” لكن أبرز عيوب المناظير هي صعوبة حركة أدوات الجراحة داخل بطن المريض عكس حركة يد الطبيب في الجراحات الكلاسيكية
وأكد جريشة أن أبرز مميزات في الجراحة الروبوتية أنها تجمع بين الأمرين فلا تحتاج إلى شق البطن للوصول منطقة الجراحة فضلا عن سهولة حركة الأدوات داخل بطن المريض، مشيرا إلى أن الكاميرا التي تدخل عبر الروبوت تمكنك من رؤية الأماكن الدقيقة في جسم الإنسان، ومؤكدا أن جراحة الروبوت تعد طفرة جراحية غير طبيعية في عالم الجراحة بالعالم.
وأضاف أن تلك الوسيلة المستحدثة تحد من الألم ومن نزيف الدم وتسبب ندوباً أقل وتقلص مدة التعافي وتقلل خطر العدوى وتقلل احتمال حدوث المضاعفات المرتبطة بالجراحة، وغالباً ما تحقق نتائج سريرية أفضل.
وأكد جريشة أن جراحة الروبوت سيكون لها روجا مستقبليا وسيمكن من خلالها إجراء العمليات عن بعد عبر الانترنت، بحيث يكون المريض في دولة والطبيب في دولة آخرى ويقوم باجراء العملية مع متابعة من أحد الأطباء مع المريض خلال الجراحة، وبذلك نوفر استقدام الأطباء من الخارج ، أو سفر المريض لإجراء العمليات الجراحية بالخارج.
وتابع الدكتور عبد الله جريشة: “من أهم العمليات التي أجريتها لسيدة ألمانية منذ بضعة أيام كان لديها ورم ضخم في الرحم بمنطقة المبايض ومتشعب بين الشرايين فكانت عملية دقيقة للغاية ويصعب استئصال الورم في تلك المنطقة، فقمت عن طريق تقنية الروبوت باستئصال الورم جزءا جزءا من المناطق المتشعبة دون أن يحدث أي إصابة للأعضاء والشراين في تلك المنطقة خلال الجراحة”.
واختتم الطبيب المصري حديثه قائلا، إن عملية استئصال الورم من رحم السيدة كان لها صدى واسع بين الأطباء في ألمانيا بسبب دقتها وهو الأمر الذي يثبت دقة جراحة الروبوت داخل جسم الإنسان لأنه يُمكن الطبيب من الغوص في أحشاء المريض دون المساس بأي عضو آخر أو حدوث خطأ خلال الجراحة، فضلا عدم الاحتياج إلى شق الجسد وخياطته بعد الجراحة، وإمكانية اجراء الجراحات عن بعد مستقبلاً.