كتبت – سوزان عبد الغني
لجأ العديد من أبناء الجاليات للانتقال من سيدني عاصمة أستراليا إلى مدينة ملبورن؛ وذلك بعد الارتفاع الجنوني في أسعار المنازل والإيجارات.
ودفع ارتفاع الأسعار الذي وصفه المهاجرون والعائلات من أبناء الجاليات بـ”الجنوني” إلى الانتقال إلى ملبورن تاركين ورائهم زخم المدينة.
ارتفاع جنوني في الأسعار بسيدني
بلغ متوسط سعر العقارات في سيدني في مارس من العام الحالي 994,000 دولار بينما كان في ملبورن 789,000 دولار، وفقًا لبيانات موقع REA، كما أوضحت البيانات أن الإيجار في ملبورن أقل بكثير.
ومن جانبه، قال سارجون هادو، مواطن أسترالي في حديثه لـ”وصال”: “انتقلت إلى ملبورون منذ ثلاث سنوات وكانت أفضل مدينة قبل نزوح أعداد أخرى من العائلات إلى سيدني، حيث ساهم ذلك في ارتفاع أسعار العقارات في ملبورن أيضًا”.
أما مازن رادحي، الذي اشترى منزلًا قبل 11 عامًا في ملبورن وانتقل إليه يقول: “تبقى سيدنى الأجمل، ولكن من الأفضل القيام بدفع أقساط شراء منزل بدلًا من الإيجار الذي بات يتساوى في نفس القيمة”.
وارتفعت أسعار الإيجار بالعاصمة الأسترالية ما بين 3800 دولار و4400 دولار شهريًا، بينما يبلغ أقساط البنك لشراء منزل بمدينة ملبورون حوالي 3500 إلى 4000 دولار شهريًا.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور ماكدونالد إن سيدني فقدت تاريخيًا العديد من العائلات الشابة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى القدرة على تحمل تكاليف السكن.
وأضاف: “التجول في ملبورن أسهل مما هو عليه في سيدني، الشوارع أوسع وحالة المرور ليست بنفس السوء الذي هي عليه في سيدني”.
وأكد اقتصاديون أن سيدني في المقدمة كأغلى مدينة في أستراليا من حيث أسعار المنازل والإيجارات، مع حلول فصل الخريف القادم، يليها بريسان، وبيرث، ثم اديلايد، وفي النهاية تأتي ملبورن.
ويوافق الدكتور بيرل من المعهد الأسترالي لأبحاث السكان على أن تكاليف الإسكان هي العامل الرئيسي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تخصيص مساحة شاسعة من الأراضي لتوسيع ضواحي ملبورن، في حين أن الامتداد العمراني لسيدني مقيد جغرافيًا بالمحيط شرقًا، والجبال الزرقاء غربًا إلى جانب الأنهار الرئيسية.
ملبورن تتفوق على سيدني
ومن ناحية أخرى، تفوقت ملبورن على سيدني باعتبارها المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أستراليا، وعلى الرغم من ذلك صنفت من أفضل المدن للمعيشة في العالم 7 سنوات متتالية، لكن الخبراء يقولون إنه في حين أن هذه النتيجة كانت متوقعة، فإن النمو السكاني السريع في ملبورن قد لا يكون مستدامًا.
وفي استبيان نشرته إحدى الصفحات الأسترالية لقياس مدى قبول العوائل من الانتقال من عدمه، كانت آراء الأغلبية اختيار العيش في سيدني رغم ارتفاع الأسعار لمناخها الجيد عن ملبورن التي تتميز ببرودة طقسها طوال العام.
ورأى آخرون أن اختيار ملبورون هو الأفضل من حيث جودة المعيشة والهدوء والراحة وتألق المنازل بها.
وأوضح توماس، مواطن من أستراليا، بعدما وزيع راتبه الشهري الذي يبلغ 5000 دولار شهريًا: “1000 دولار من نصيب الضرائب، و130 دولارًا لتأمين السيارة، و1500 فواتير الكهرباء وغاز ومياه كل شهرين، 50 دولار بنزين إسبوعيًا، و2100 للإيجار، و80 دولار للإنترنت، وطعام وشراب.. انتهى الراتب”.
النمو السكاني في ملبورن
وفيما يتعلق بالنمو السكاني الإجمالي في ملبورن الذي تجاوز سيدني، يرجع الخبراء ذلك إلى أن المزيد من الأشخاص الذين يختارون مغادرة سيدني إلى أجزاء أخرى من أستراليا يتجاوز أولئك الذين يختارون مغادرة ملبورن.
وفي أعقاب التعداد السكاني لعام 2021، قام مكتب الإحصاءات الأسترالي بتغيير المنطقة الحضرية الهامة في ملبورن لتشمل منطقة ميلتون على حدودها الغربية.
كما أن إعادة رسم الحدود رفعت عدد سكان ملبورن إلى 4,875,400 في يونيو 2021، بزيادة 18,700 نسمة عن سيدني التي بلغ عدد سكانها 4,856,700.
ويعني هذا التغيير في الحدود أن سكان ملبورن تجاوزوا فعليًا سيدني في عام 2018.
ومع ذلك، فإن عدد سكان سيدني الكبرى، التي تشمل أيضًا الساحل الأوسط والجبال الزرقاء، لا يزال أكبر بمقدار 283,600 نسمة من ملبورن الكبرى (يبلغ عدد سكانها 4,976،200 نسمة) عند مستوى 5،259،800 نسمة.
إليك 64 ضحية في 2023.. مظاهرات في أستراليا لإنهاء العنف ضد المرأة