كتبت – وفاء عثمان..
لا تزال قضية قفز «حبيبة الشماع» من سيارة تابعة لشركة أوبر في مصر، وتعرضها لإصابات خطيرة، تُثير جدلاً واسعًا حول سلامة مستخدمي تطبيقات النقل الذكي.
ففي الوقت الذي تتزايد فيه شعبية تلك التطبيقات، برزت تساؤلات حول مدى فعالية معايير الأمان التي تتبعها شركات مثل «أوبر»، خاصةً بعد انتشار تقارير عن حوادث مشابهة في دول أخرى.
وتواصلت «وصال» مع مصريين مقيمين بالخارج؛ للوقوف على أوجه الاختلاف بين معايير «أوبر» في مصر ودول العالم، وكيفية ضمان سلامة الركاب في ظل تزايد اعتمادهم على تلك الخدمات.
وفي السياق أكد مصطفى رجب، رئيس «بيت العائلة المصرية» في لندن، رئيس اتحاد الكيانات المصرية في أوروبا، أن سائقي شركة «أوبر» في بريطانيا في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمان لهم وللركاب ركبوا كاميرات داخل السيارات وخارج السيارة؛ من أجل الحفاظ على سلامة الركاب، وأيضًا حماية أنفسهم قانونيًا من أي واقعة قد تحدث.
وأشار «رجب» في تصريحات لـ«وصال» إلى أن الكاميرات تُسجل الأحداث داخل وخارج السيارة، مما قد يُساعد في حل أي نزاعات أو قضايا قد تنشأ بين الركاب والسائقين، وتُشكل التسجيلات دليلًا قاطعًا في حال تعرّض السائق لأي اتهامات كاذبة أو سلوكيات غير لائقة من قبل الركاب، حيث يُساهم وجود الكاميرات في إضفاء شعور بالأمان لدى كل من الركاب والسائقين.
ولفت إلى أنه ليس هناك قانونًا يجبر السائق على تركيب كاميرات أو تكليف من شركة أوبر العالمية، ولكن بالرغم من كون تركيب الكاميرات اختياريًا، إلا أنّ الحكومة في بريطانيا تولي اهتمامًا كبيرًا بسلامة المواطنين، حيث تقوم بتركيب كاميرات مراقبة في جميع وسائل النقل العام.
صرامة في تطبيق معايير السلامة الخاصة
ومن جانبها، أكدت نسرين محمد توفيق مصرية مُقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الدول الأوروبية أكثر صرامة في تطبيق معايير السلامة الخاصة بشركة أوبر، حيث تستخدم أوبر تقنيات أكثر تقدمًا لتتبع الرحلات، مثل التعرف على الوجه وتحديد لوحات الترخيص.
وأضافت لـ “وصال” أنه في بعض الدول تستخدم شركة “أوبر” مميزات إضافية للسلامة، مثل إمكانية الاتصال بخدمات الطوارئ من خلال التطبيق، وأيضًا تجري فحوصات طبية ونفسية للسائقين، وتُجري مقابلات شخصية مع السائقين لتقييم مهاراتهم الشخصية.
أوبر مصر تؤكد: معايير لقبول السائقين.. وإجراءات صارمة
فيما أكدت شركة “أوبر مصر” احترامها الكامل للتحقيقات التي تجريها السلطات المصرية الرسمية في واقعة فتاة الشروق، التي أثارت ضجة واسعة في المجتمع المصري.
فريق مختص يتبع إجراءات صارمة
وصرح مصدر مسئول في الشركة بأن “أوبر” تضع سلامة مستخدميها على رأس أولوياتها، ولديها فريق مختص يتبع إجراءات صارمة وفقًا لسياسات الشركة العالمية للتعامل مع أي واقعة تهدد السلامة.
فريق الاستجابة للحوادث على أهبة الاستعداد
وأوضح المصدر أن فريق الاستجابة للحوادث (IRT) متاح على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع للرد الفوري على أي مشكلة أو حادث يتم الإبلاغ عنه.
وبمجرد تلقِ بلاغ بواقعة فتاة الشروق، تحرك فريق الاستجابة للحوادث في أوبر فورًا، وتم التواصل مع أحد أفراد عائلة الفتاة لتقديم الدعم لهم في هذه الظروف الصعبة.
وأكد المصدر التعاون الكامل مع السلطات المصرية المختصة في كل ما تحتاجه التحقيقات، وتقديم كافة المعلومات اللازمة لدعم تحقيقاتهم.
معايير صارمة لقبول السائقين.. وتأمين شامل لجميع الرحلات
ولفت المصدر إلى أن “أوبر” تتبع معايير مشددة للغاية لقبول السائقين على المنصة، ويجب عليهم الالتزام بها لتفعيل حساباتهم، ويتم تطبيق ضوابط صارمة لضمان سلامة المستخدمين على مدار رحلاتهم.
وأخيرًا، أكد المصدر أن جميع رحلات أوبر مؤمنة من خلال تعاقد مع شركة للتأمين على كل من الراكب والسائق، وتتواصل شركة التأمين حاليًا مع الأطراف المعنية، وإتباع الإجراءات اللازمة.
وأكدت “أوبر” أنها تثق في قدرة السلطات المصرية على الوصول إلى الحقيقة في تلك الواقعة، وتؤكد التزامها الكامل بتوفير بيئة آمنة لجميع مستخدميها.
وفاة حبيبة الشماع بعد غيبوبة استمرت لأكثر من 21 يومًا
وكانت الشابة حبيبة الشماع قد قفزت من سيارة مسرعة تتبع تطبيق شركة أوبر على طريق السويس شرقي القاهرة، وفارقت حياتها بعد مرور أكثر من 21 يومًا ظلت فيها في غيبوبة.
وحمّلت والدة حبيبة أثناء التحقيق معها شركة أوبر المسئولية؛ لأنه وفق بيان الداخلية، فالسائق لديه سوابق جنائية ومنها سابقة مخدرات، فكيف تقبل الشركة عمله معها وكيف تستأمنه على من يركبون معه وخاصة من البنات والنساء؟”.
وأفادت وزارة الداخلية -في بيان- أنه بسؤال شاهد عيان للواقعة، أوضح أن الفتاة أخبرته قبل نقلها للمستشفى أنها قفزت من السيارة خوفًا من تعرضها للتحرش من السائق الذي ألقت الشرطة القبض عليه واتهمته أسرة الفتاة في تحقيقات النيابة بمحاولة خطف ابنتهم.