كتب- هناء سويلم..
شعور الوحدة قد يتسبب في اتخاذ الكثير من القرارات غير الصائبة، فقط للتخلص من الوحدة، وإيجاد الونس والشريك، لكن الوحدة مع الغربة هو شعور صعب مرت به كثير من الفتيات المصريات في الخارج، دفعهن لاتخاذ قرار بالارتباط دون التفكير سوى في التخلص من شعور الوحدة والغربة معًا.
كثير من الفتيات المصريات في الخارج خاصة في الدول الأجنبية ممن سافروا للهجرة أو العمل، دفعهن شعور الوحدة في اتخاذ قرار الزواج من أشخاص غير مناسبين أو زوج «مصلحة» كما وصفن؛ للتخلص من العيشة بمفردهن في الغربة.
زواج من أجل الحلم الأمريكي
سيدة مصرية في أمريكا -فضلت عدم ذكر اسمها- قالت لـ«وصال» إنها هاجرت إلى أمريكا وبعد سنوات من الاستقرار والحصول على الجنسية الأمريكية، أرادت أن تحصل على شريك لحياتها ليخرجها من وحدتها في الغربة، خاصة وأنها بعيدة عن أهلها وأقاربها وحياتها أصبحت في أمريكا، فقررت الزواج من مصري يريد السفر إلى أمريكا.
وأضافت السيدة المصرية، أنها تعلم أن هذا الزواج «زواج مصلحة»، لكنها كانت تقول في نفسها أن العلاقة لن تستمر كمصلحة، لكن العشرة والارتباط ستجعل لها شريك يحتويها ويعوضها عن أيام الوحدة التي عاشتها بمفردها في الغربة، إلا أنها مع الوقت لم تجد أي تقدم في العلاقة بينهم، لأنها علاقة مبنية على المصلحة فهو ينتظر تقنين أوراقه وحصوله على الجنسية، بينما هي تخاف من العودة إلى شعور الوحدة مرة أخرى.
زواج من أجل الإنجاب
الحال لا يختلف كثيرًا في دول الخليج، فأيضًا فتاة في العشرينات مصرية -فضلت عدم ذكر اسمها- قررت السفر للعمل في دولة الإمارات، وبعد سنتين في الغربة والشعور بالوحدة، وافقت بالزواج من رجل مصري متزوج في مصر، وأخبرها بحبه لزوجته لكنها بعد إنجاب ابنهما الأول أصبحت عقيم، وهو يريد الزواج لإنجاب الأطفال.
وقالت الفتاة المصرية، إنها وافقت على الزواج من متزوج رغم أنها لم تتزوج من قبل، ووافقت على أن تنجب له الأطفال حتى تتخلص من شعور الوحدة والحياة بمفردها في الغربة، إلا أنها فوجئت بنظرات الجميع لها على أنها «خطافة رجالة»، وأصبح زواجها بدلًا من محاولتها للتخلص من الوحدة، لأزمة حقيقية لنظرات المحيطين بها والاتهامات الموجهة لها.
نفسيون: عقلية المرأة في الغربة تختلف وتفقد الثقة بالنفس
وعلقت اللايف كوتش، شيما بهجت، على لجوء المصريات للتخلص من الوحدة بزواج المصلحة قائلة، إن عقلية المرأة في الغربة تختلف، فكثير من السيدات اللاتي سافرت للخارج خاصة في الدول الأوروبية تفتقد للثقة بالنفس، وذلك يرجع لاختلاف التفكير والوعي، مشيرة إلى أن الفتيات ممن ترغب في الارتباط في الغربة تقوم بالارتباط بأي شخص حتى تتخلص من الشعور بالوحدة والاكتئاب، دون النظر حول مدى صلاحية هذا الارتباط، لكن هي ترتبط فقط حتى لا تشعر بالوحدة، وحتى تحاول استعادة ثقتها بالنفس.
من جانبه قال الدكتور جمال فرويز، أخصائي الطب النفسي، إن تغيير المكان والمجتمع، مع ظروف الحياة المختلفة والخوف من المجهول، كل هذه أشياء تتسبب في نوع من التوتر يصيب السيدات أكثر من الرجال.
وأكد استشاري الطب النفسي، إبراهيم مجدي، أن الضغوطات التي تتعرض لها السيدات نتيجة الغربة وعدم التكيف، مع اختلاف اللغة يتسبب في الإحساس بالاغتراب، وانتشار الملابس المتحررة يشعر السيدة المصرية بالغربة، ويتسبب في القلق والتوتر وعدم التكيف، فتلجأ إلى الارتباط بأي شخص من نفس البيئة التي جاءت منها حتى ولو كان غير مناسب لها.