كتب- محمد أبو الدهب..
أثارت واقعة هروب ثلاثة نزلاء بينهم شقيقان مصريان من «سجن بيكاريا» للأحداث في ميلانو، جدلًا واسعًا بالمجتمع الإيطالي، حول الأوضاع الأمنية والإنسانية في السجون.
ووصفت تقارير إيطالية الشقيقين المصريين بأنهما « دائمي التَّمرُّد، وقيادة احتجاجات النُّزلاء داخل «سجن بيكاريا»، ولديهم قُدرة فائقة في التأثير على السُّجناء»، وكشفت عن محاولة أحدهما الهروب مرتين، سابقًا.
وجاء الحادث بعد أيام قليلة من واقعة وفاة الشاب المصري يوسف لوكا برسوم، 18 عامًا، في حريق نشب داخل زنزانته بسجن سان فيتوري للحبس الاحتياطي بميلانو.
اقرأ أيضًا: حرائق واضطرابات وحالات انتحار.. ماذا يحدث داخل «سجون ميلانو»؟
حادثة غير مسبوقة تهزُّ إيطاليا
في حادثة غير مسبوقة هزّت إيطاليا، تمكّن ثلاثة نزلاء، بينهم شقيقان مصريان، من الفرار من «سجن بيكاريا» للأحداث في ميلانو، الذي تصل نسبة القُصَّر الأجانب غير المصحوبين بذويهم 85% من سجناءه.
والشقيقان المصريان يبلغان من العمر 16 و17 عامًا، ويُشتبه في تورطهما في تحريض باقي النزلاء في «سجن بيكاريا» على الاحتجاج والانتفاضة التي اندلعت 31 أغسطس الماضي.
كيف هربوا من سجن بيكاريا؟
تُحقق السُّلطات الأمنية في إيطاليا في طريقة هروب النزلاء الثلاثة، وأفادت المعاينة الأولية بأنهم تمكّنوا من الهرب عن طريق تسلُّق جدران وأسوار «سجن بيكاريا» عندما كان أقل حراسة.
وفاجأت سُرعة وجرأة الهروب سُلطات السجن، التي تحرّكت على الفور لبدء التحقيقات وخطة البحث، ما أثار تساؤلات حول عيوب النظام الأمني الذي يسمح للسجناء بتنظيم مثل هذه العمليات.
تواصل عمليات البحث
خطورة الواقعة؛ دفعت السُّلطات الإيطالية إلى التحرُّك لسرعة ضبط الهاربين وإعادتهم إلى السجن؛ فتواصل الشرطة وقوات الكارابينيري العسكرية إلى الآن البحث عن السجناء الفارين.
تعيين قائد جديد لشرطة السجون
في محاولة لتعزيز الأمن داخل السجن؛ عُين رافائيل كريستوفارو كقائد جديد لشرطة السجون، إضافة إلى إرسال وحدة دعم خاصة للعملاء والموظفين بالسجن.
ويُدعم القائد الجديد بفريق مُكوّن من 7 خبراء، بينهم نائبة مدير سجن سان فيتوري لسنوات عديدة تيريزا مازوتا، والمسؤولة السابقة بالسجن نفسه مانويلا فيديريكو.
وأعلن رئيس إدارة عدالة الأحداث أنطونيو سانجيرمانو، عن ضرورة إجراء إصلاحات فورية في البنية التحتية للسجن، بعد أن أصبحت حالات الهروب والتمرُّد جُزءًا من التحديَّات اليومية.
اقرأ أيضًا: فيديو| مأساة «يوسف برسوم».. معلومات صادمة عن حياة القتيل المصري في سجن ميلانو
جريكو: نطالب بتعيين مفوض للسجون
وصف سكرتير نقابة سابي ألفونسو جريكو، أن ما حدث « أمر لا يُصدّق ومُثير للقلق»، موضّحًا أن « الهاربين قادا أعمال الشغب، ولم يُنقلا مُطلقًا رغم سلوكهما السابق».
وتساءل جريكو: « ما الذي نحتاجه لنفهم أن سجون القاصرين ليست مدارس داخلية يُقيم فيها أطفال غير مُنضبطين، بل سجون حقيقية تحتجز الجانحين والمُجرمين؟!».
وقال: « منذ أشهر، ظلت نقابة ساب تطلب تعيين مفوّض على المستوى الوزاري، لحماية الموظفين الذين يعملون في الخطوط الأمامية من أفراد شرطة السجون».
اعتقال ضباط في «سجن بيكاريا»
أضاف جريكو أنه « منذ اعتقال الضباط في أبريل الماضي، حدثت 5 حالات هروب و6 أعمال شغب، لذا نُطالب بإطلاق سراح خمسة من ضباط السجون ما زالوا في السجن».
وفي شهر أبريل الماضي، فتحت السُّلطات الإيطالية تحقيقات، انتهت باعتقال 13 من أفراد شرطة «سجن بيكاريا»، الذين اتهموا بارتكاب أعمال العنف وسوء المعاملة بحق السجناء.
كابيسي: يجب تقديم حلول ملموسة
الأمين العام لنقابة سابي دوناتو كابيسي، أضاف أن « الإشارات المُثيرة للقلق تصل من عالم سجون الأحداث منذ فترة طويلة جدًا، ولم تُحدث أي تغيُّرات جذرية».
وتابع: « نحن في حالة فوضى تامة، ويجب على إدارة الأحداث والمُجتمع أن تُقدّم حلولًا ملموسة، بدلاً من البحث عن كبش فداء في كل أزمة».
دي فازيو: نتيجة طبيعية للإهمال السياسي
وكشف الأمين العام لاتحاد شرطة السجون جينارينو دي فازيو عن تمكُّن أحد الفارين من الهرب بالفعل في يونيو الماضي، قبل تعقُّبه في غضون أيام قليلة، والقبض عليه».
ورأى دي فازيو أن ما حدث نتيجة طبيعية لما وصفه بـ الإهمال السياسي والإداري، قائلًا: « من الواضح أنه لا يوجد سلام في سجون البلاد، سواء للقاصرين، أو البالغين».
انتفاضة 31 أغسطس
وانتفض نُزلاء سجن بيكاريا للأحداث في ميلانو بنهاية أغسطس الماضي، مُحتجين على سوء المعاملة، عن طريق إشعال بعض الحرائق، ما تسبب في إصابة ثمانية نزلاء، فيما حاول أربعة منهم الفرار.
وحاول العديد منهم الهروب، وتمكّن أربعة من تسلُّق الجدار المُحيط، ولكن بعد ساعات من البحث؛ عُثر عليهم جميعًا مختبئين داخل المحيط الذي يحدد السجن، والمكاتب الأخرى التابعة للإدارة.