كتب- محمد أبو الدهب..
اعتصم أربعة عمال مصريين على قمة رافعة في شارع سيلفيو بيليكو قرب معرض غاليريا فيتوريو إيمانويل الثاني في ميلانون احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم منذ أكتوبر الماضي.
عمال مصريون يحتجون على تأخر الراتب في ميلانو
العمال الأربعة، الذين يعملون لدى شركة مقاولات من الباطن مُتخصصة في النجارة المعدنية، اقتحموا موقع البناء، وصعدوا إلى قمة الرافعة، مطالبين بصرف أجورهم المستحقة.
واستمرت احتجاجاتهم قرابة خمس ساعات، ما دفع السُّلطات المحليّة إلى التدخُّل سريعًا لحل الأزمة، حيث وصلت فرق من الشرطة ورجال الإطفاء إلى الموقع لمتابعة الموقف وضمان سلامة العمال.
التفاوض مع العُمَّال
أعلنت شركة المقاولات العامة المسؤولة عن المشروع، وهي شركة مُكلَّفة بتجديد مبنى سكني تاريخي، أنها دفعت المستحقات المالية للشركة المتعاقدة من الباطن، إلا أن الأخيرة لم تصرف رواتب العمال.
وبعد مفاوضات مُكثّفة بمشاركة الشرطة والنقابات، توصّل الطرفان إلى اتفاق يتضمّن دفع جزء من المستحقات فورًا، مع تعهد بمعالجة باقي المستحقات لجميع العمال البالغ عددهم 34 شخصًا.
تعليق النقابات في ميلانو
صرح كلاوديو بيرو، ممثل اتحاد Filea CGIL في ميلانو: “نجحنا في التوصل إلى اتفاق يضمن دفع الوديعة الأولى، وسنواصل العمل لتحصيل كافة المستحقات المتبقية لجميع العمال”.
وأشار إنريكو فيزا، الأمين العام لـ Uil Lombardia، إلى أن الحادثة تعكس مشاكل هيكلية في قطاع البناء، حيث غالبًا ما يكون العمال في أسفل سلسلة التعاقدات من الباطن الضحايا الرئيسيين للتأخير في المدفوعات.
ردود فعل واسعة
أثارت الواقعة ردود فعل واسعة النطاق، حيث انتقدت النقابات ضعف الرقابة على عقود المقاولات من الباطن، وطالبت بضمان حماية حقوق العمال في المشاريع الكبرى.
وأضاف فيزا: “هناك إهمال واضح في متابعة أوضاع العمال في مواقع البناء، سواء من قبل الجهات الحكومية أو الشركات المسؤولة”.
حملة للتضامن مع العمال
وعبَّر العديد من السياسيين والنشطاء عن تضامنهم مع العمال، مؤكدين ضرورة تبني سياسات أكثر صرامة لضمان حقوق العاملين؛ خصوصًا في مدينة مثل ميلانو التي تسعى إلى تعزيز مكانتها كمركز للتطوير الحضري.
وتعدُّ الحادثة ليست الأولى من نوعها، لكنها تُسلّط الضوء على تحديات كبيرة تواجه العمال في قطاع البناء؛ خصوصًا في ظل غياب الرقابة الكافية على شركات المقاولات من الباطن.