رئيس التحرير   نرمين عبد الظاهر           

تابعنا على السوشيال ميديا

ذات صلة

الأكثر قراءة

«مقهى إصلاح الأطفال» في هولندا.. مبادرة لتأهيل الأطفال بفنون الاستدامة والتدوير

كتبت – فاتن علي..

يشهد مركز “دوربس سنتروم” في مدينة أوخستخيست الهولندية حدثًا مميزًا كل شهر، حيث يتولى تأهيل الأطفال من خلال إدارة أول مقهى لإصلاح الأدوات مخصص للصغار، وذلك بهدف تعليمهم مهارات إصلاح الأدوات المختلفة، من المكانس الكهربائية إلى الألعاب القماشية والحقائب اليدوية وأجهزة التحكم بالألعاب الإلكترونية.

يحضر طلاب المدارس الابتدائية من مختلف المناطق المجاورة إلى المركز بشكل شهري، ليشاركوا في تجربة فريدة تتمحور حول إصلاح الأدوات بدلاً من التخلص منها، هذه المبادرة مستوحاة من مفهوم “مقاهي الإصلاح“، الذي انطلق في هولندا عام 2013، حيث يجتمع الأشخاص لإصلاح أشيائهم مجانًا بدلاً من رميها، وقد شهدت الفكرة انتشارًا واسعًا، مع افتتاح أكثر من 700 مقهى في جميع أنحاء البلاد.

تأهيل الأطفال

في عام 2017، أطلقت رئيسة المشروع، ليا فان شاياك، النسخة المخصصة للأطفال من المقهى، مؤكدةً على أهمية غرس قيم الاستدامة في أذهان الصغار منذ سن مبكرة، “من الضروري أن يدرك الأطفال أن الأشياء لا تُرمى ببساطة عندما تتعطل، بل يمكن إصلاحها وإعادة استخدامها”.

تأهيل الأطفال

وقالت رئيسة المشروع إنه في البداية، كان المتطوعون يتنقلون إلى المدارس محملين بآلات الخياطة وأدوات الصيانة، لكن ذلك أصبح مرهقًا، فتم نقل المشروع إلى “دوربس سنتروم”، وهو موقع يسهل الوصول إليه حتى بالدراجات.

تأهيل الأطفال

تجربة الإصلاح ليست مجرد عمل تقني، بل مساحة إبداعية للأطفال، الطفلة “كيكي”، البالغة من العمر 10 سنوات، اختارت إصلاح وشاح أحمر قديم، حيث جلست خلف ماكينة الخياطة بمساعدة المتطوعة “إليز”، وخاضت تجربتها الأولى مع الخياطة، بينما جلست لعبتها المحشوة على كرسي مقابلها كمصدر دعم نفسي.

العمل التطوعي خبرة ممتعة للكبار والصغار

يعتمد المقهى بالكامل على جهود تسعة متطوعين، معظمهم من المتقاعدين الذين يخصصون وقتهم لنقل مهاراتهم إلى الجيل الجديد، رغم انشغالهم بتوجيه الأطفال، إلا أنهم يعتبرون ذلك تجربة مجزية وممتعة.

تأهيل الأطفال

وقالت فان شاياك رغم أن المقهى يوفر خدمة الإصلاح، إلا أنه لا ينافس ورش الصيانة المحلية، بل يكملها، حيث أوضحت “الميكانيكيون، على سبيل المثال، لا يريدون قضاء يومهم في إصلاح إطارات الدراجات المثقوبة، أما هنا، فالأطفال يتعلمون القيام بذلك بأنفسهم”.

ليس كل شيء يمكن إصلاحه

مع ذلك، لا يتم إصلاح جميع الأدوات التي يجلبها الأطفال، وإذا تعذر ذلك، يتوجب عليهم التخلص منها بطريقة صديقة للبيئة، لكن فلسفة المقهى تظل واضحة الرمي ليس خيارًا.

تأهيل الأطفال

أما بالنسبة لكيكي، فقد اكتملت أخيرًا تجربتها الأولى في الخياطة، حيث نجحت في إضافة زينة مزخرفة إلى وشاحها، رغم التحديات التي واجهتها، وتقول بفخر، وهي تحمل وشاحها المكتمل: “هذه أول قطعة أخيطها بنفسي!”

يظل “مقهى إصلاح الأدوات للأطفال” مبادرة فريدة تهدف إلى تنمية وعي الأطفال بالاستدامة وتمكينهم من مهارات الإصلاح، مما يجعلهم أكثر وعيًا بالبيئة وأكثر قدرة على التعامل مع التحديات اليومية بأسلوب عملي ومسؤول.