في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته المتعلقة بمستقبل غزة، والتي تضمنت تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن كجزء من تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الخطة التي وصفت بأنها استكمال لمسار “صفقة القرن”، أثارت رفضًا كبيرًا بين الفلسطينيين والعرب عمومًا، وخاصة المصريين الذين أبدوا اعتراضهم الواضح على مثل هذه الأفكار.
رغم وضوح الموقف المصري سابقًا على لسان الرئيس السيسي ومصادر سياسية رفيعة، فيما اكتفت الخارجية المصرية اليوم بالصمت إزاء تصريحات ترامب، ولم تصدر تعليقًا رسميًا مباشرًا حول الأمر.
هذا الصمت أثار تساؤلات لدى المواطنين، خاصة في ظل إعلان وزارة الخارجية الأمريكية تجميد كافة المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا، باستثناء المساعدات الموجهة إلى مصر وإسرائيل.
في هذا التقرير، نستعرض ردود فعل المصريين بالخارج، والذين تحدثوا عن أسباب رفضهم لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر، والبدائل التي يرونها لحل الأزمة الفلسطينية:
رفض قاطع للتهجير: “فلسطين مش للبيع”
أعرب المصريون في الخارج عن رفضهم القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى أي دولة أخرى، معتبرين ذلك مساسًا بحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، وتشويهًا للصراع الممتد منذ عقود.
وقال محمد عبدالرازق، مقيم في الولايات المتحدة: “الخطة دي محاولة مكشوفة لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل، الفلسطينيون لهم حق في أرضهم، وتهجيرهم لأي دولة تانية هو خيانة لحقوقهم التاريخية.، التهجير مش حل، دي طريقة لطمس هويتهم وحقوقهم الشرعية”.
أما إيمان علي، مصرية تعمل في كندا، قالت:”ليه مصر تكون طرف في خطة زي دي؟ تهجير الفلسطينيين هيؤدي لضغوط اقتصادية واجتماعية كبيرة علينا، كمان ده مش حل حقيقي، الحل لازم يكون في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأضافت: “مخطط التهجير مش جديد فهو مطروح منذ عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك والذي أكد وقتها رفضه القاطع، ولكن التخوف حاليًا من رضوخ القيادة السياسية لتنفيذ هذا المخطط خاصة مع الضغوط الاقتصادية التي تواجهه الدولة المصرية وصعوبة سداد الديون، ما يجعلها وسيلة ضغط علي القيادة السياسية.
الأسباب وراء الرفض: “تهجير الفلسطينيين خطر على الجميع”
وفي السياق أكد الدكتور عبد البديع محمد طبيب مصري يعمل في المملكة العربية السعودية حول رفضه لمخطط التفكير، مشيرًا إلى أن أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم يعني إلغاء وجودهم وهويتهم الوطنية، وهو ما تسعى إليه إسرائيل منذ عقود.
وأضاف في تصريحات لـ”وصال”: “فكرة تهجير الفلسطينيين لسيناء أو أي مكان داخل مصر تهدد أمننا القومي، سيناء لها وضع خاص، وإضافة أي أعباء جديدة هناك ممكن تفتح الباب لمشاكل أمنية كبيرة”.
فيما قالت نسرين توفيق مصرية تعمل مهندسة ومقيمة في الإمارات:”مصر بتعاني من تحديات اقتصادية كبيرة حاليًا، وتهجير الفلسطينيين لمصر هيضيف عبء جديد على الموارد والخدمات. إحنا مش ضد الفلسطينيين، لكن الحل مش عندنا”.
وأضافت أن تهجير الفلسطينيين يمنح إسرائيل فرصة لتوسيع احتلالها وضم أراضي جديدة دون أي مقاومة، وهو ما يرفضه العرب بشكل قاطع.
ما هي البدائل؟ “حلول تحفظ الحق الفلسطيني”
ومن جانبه طرح المصريون بالخارج عدة بدائل للتعامل مع القضية الفلسطينية بدلًا من التهجير، حيث شدد صالح محمد المصري، مقيم في المغرب على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967، مع القدس الشرقية عاصمة لها.
واضاف: “لازم يكون في ضغط عربي ودولي على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة، العالم كله لازم يتحرك لإيجاد حل حقيقي مش حلول تافهة زي التهجير”.
وأكد المصريون في الخارج ضرورة رفض أي مبادرات تسعى لتصفية القضية الفلسطينية تحت أي مسمى.
واستنكر “المصري” حالة التكتيم الإعلامي غير المبرر عن انتشار تلك التصريحات بشكل علني على لسان الرئيس الأمريكي الحالي دونالد الترامب، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية يجب أن تكون واضحة وصريحة وتعلن رفضها لأي مخططات تمس حق الفلسطينين وتؤثر أيضًا على الأمن القومي المصري.
كما أشار إلى أن تلك التصريحات فضحت محاولات وأهداف الغرب وإسرائيل، التي تحاول الضغط على القيادة المصرية والأردنية للرضوخ لتنفيذ هذا المقترح.
وأجمع المصريون بالخارج على أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها بتهجير شعب بأكمله من أرضه، وأن الحل يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما أكدوا رفضهم لأي محاولات لتوريط مصر أو الأردن في خطط تهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
موقف مصر من هذا المخطط وتصريحات الرئيس السيسي
وكانت سابقًا أكدت مصر مرارًا رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، وهو ما عبّر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي بشكل صريح، حيث الرئيس السيسي شدّد على أن “تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يُهدد السلام بين مصر وإسرائيل”، مؤكدًا أن مصر لن تكون طرفًا في تصفية القضية الفلسطينية أو تحمل تبعات المطامع الإسرائيلية.
واقترح الرئيس السيسي، ردًا على هذه المحاولات، أن يتم نقل سكان غزة إلى صحراء النقب بدلًا من تهجيرهم إلى أراضي دول الجوار. وأكد أن مصر ستظل على موقفها الثابت والداعم للحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة.