كتبت – وفاء عثمان..
تتنوع الموسيقى المصرية بتنوع جغرافيتها وثقافاتها، من مواويل الصعيد الحماسية إلى إيقاعات النوبة النابضة، وصولاً إلى الألحان الفلاحية الرقيقة، هذا التنوع العريق، الذي يعكس هوية مصر المتعددة، وجد صدىً واسعًا في فعاليات “أيام مصر” في الرياض، حيث قدم فنانون مصريون باقة متنوعة من الأغاني والرقصات الشعبية، مما أتاح للجمهور فرصة فريدة للاستمتاع بهذا التراث الغني واكتشاف أوجه الشبه بين الثقافات المختلفة.”
وضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار “انسجام عالمي”، تواصل “أيام مصر” فعالياتها في حديقة السويدي بالرياض لإعادة إحياء هذا التنوع الموسيقي أمام جمهور واسع من مختلف الجنسيات، وقد وفرت هذه الفعاليات منصة مثالية لاستعراض التراث الموسيقي المصري بكل ألوانه وجمالياته.
وتمازجت أصوات الربابة وألحان العود مع أغاني الموال والطبلة، في مشهد موسيقي تفاعلي جذب المصريين والمقيمين والسعوديين والزوار من مختلف الخلفيات، كما تفاعل الحضور على نغمات المزمار البلدي والرقص الشعبي، مستمتعين بعروض فنّيّة تعكس وحدة الإيقاع رغم تنوع أصوله.
ولم يكن الموسيقيون المصريون يشاركون فنونهم فقط، بل كانوا ينقلون جزءًا من روح مصر وأصالتها، في أجواء غمرتْها الألفة والحنين، وبذلك شكّلت “أيام مصر” جسرًا حضاريًّا ممتدًّا من القاهرة إلى الرياض، مسلطًا الضوءَ على غنى التراث المصري وعالميته.
وجسّدت هذه الفعالية رؤية المملكة التي تحتفي بالتنوع الثقافي وتسعى إلى خلق مجتمع عالمي ينسجم في تنوعه، مؤكّدة أن الموسيقى ليست مجرد فنّ، بل وسيلة لربط الشعوب وتعزيز التفاهم الثقافي.