كتب – محمد أبو الدهب..
شهد حي كورفيتو في ضواحي ميلانو ليلة مليئة بالتوتر، حيث اندلعت احتجاجات قادها نحو مائة شاب مصري من المقيمين في الحي، بسبب وفاة الشاب المصري رامي الجمل البالغ، 19 عامًا، في مطاردة أمنية.
بداية القصة.. رامي الجمل قتيلًا في مطاردة أمنية
وفقًا لرواية الشرطة؛ فإن الشاب المصري رامي الجمل كان يستقل دراجة نارية يقودها مواطن من أصل تونسي، عند مرورهما من أمام نقطة تفتيش للشرطة، التي حاولت استيقاف الدراجة.
ولم يمتثلا الاثنان لأوامر الشرطة، وأسرعا في الهرب في الاتجاه العكسي، ما دفع دورية من الشرطة بمطاردتهما، وأثناء ذلك وقع حادث سير للدراجة.
واصطدمت الدراجة بسيارة أخرى، ما تسبب في وفاة الشاب المصري رامي الجمل، وإصابة التونسي بجروح بالغة، الذي نُقل في حالة خطرة إلى المستشفى، وتبين فيما بعد أنهما كانا لا يجملان رخصة قيادة.
احتجاجات واسعة ميلانو
بعد أن وصل خبر وفاة رامي الجمل إلى أبناء الحي، احتشدوا ونظموا تظاهرة تطالب بحق الشاب المصري، ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بـ “العدالة لـ رامي الجمل” وتدعو إلى عدم إصدار أحكام مسبقة بشأن وفاته.
وأثناء المواجهات، أضرم المتظاهرون النار في الشوارع وصناديق القمامة باستخدام مواد منزلية، بينما استمرت الشرطة في محاولاتها لتفريق الحشود.
وتعرّضت بعض المرافق العامة في المنطقة للتخريب، مما زاد من تعقيد الوضع في الحي المعروف أصلاً بوجود مشكلات تتعلق بالتدهور العمراني والبناء غير القانوني وارتفاع معدلات الفقر.
تصاعد التوتر وأعمال عنف في ميلانو
بدأت الاحتجاجات في شارع “دي سينكوسينتو” عند تقاطعه مع “فيا دي بانيجارولا”، حيث قام المتظاهرون بإلقاء زجاجات مولوتوف ومفرقعات نارية على الشرطة.
وردت قوات الشرطة باستخدام الغاز المُسيّل للدموع لتفريق الحشود، وأسفرت المواجهات عن تخريب ممتلكات عامة، مثل محطة الصراف الآلي، وإلحاق الضرر بحافلة متوقفة تابعة للخط 93 في شارع فيالي أوميرو.
اعتقالات للمتظاهرين في ميلانو
ألقت الشرطة القبض على شاب يبلغ من العمر 21 عامًا من الجبل الأسود، اتُّهم بالمشاركة في التخريب وإلقاء المفرقعات ومقاومة الشرطة.
جرى نقل المشتبه به إلى سجن سان فيتوري في انتظار التحقيق، ويُشتبه في أن الشاب ينتمي إلى مجموعة من خارج الحي، وتحديدًا من منطقة “كازباه” في سان سيرو، المعروفة بمشاكلها الاجتماعية.
سيارة ملاكي تدهس المتظاهرين
وفي حادث غير مبرر، اخترقت سيارة مرسيدس التظاهرة بسرعة كبيرة، ودهست المتظاهرين، ما تسبب في إصابة خمسة شباب بجروح خطيرة، جرى نقلهم إلى المستشفى.
وبعد دهس السيارة للمتظاهرين، اصطدمت بسيارة أخرى متوقّفة، ليخرج منها رجل وامرأة في محاولة للهرب، ولكن الشرطة تمكنت من اعتقالهما.
وتبيّن أن قائد السيارة مصري يبلغ من العمر 30 عامًا، ورفيقته سيدة بلغارية تبلغ من العمر 50 عامًا، ويحمل رخصة قيادة بلغارية لا تسمح له بالقيادة في إيطاليا.
تعزيزات أمنية متوقعة
أعلنت شرطة ميلانو نيتها طلب تعزيزات إضافية قوامها حوالي 30 ضابطًا للتعامل مع أي توترات مستقبلية، خاصة أن الفترة الحالية تُعد من أكثر الأوقات حساسية أمنيًا، حيث تتزامن مع الاستعدادات لموسم أوبرا “لا سكالا”.
تصريحات المسئولين
علق رومانو لا روسا، المسئول عن الأمن في إقليم لومبارديا، قائلاً: “الأحداث التي شهدها كورفيتو تشبه ما يحدث في الضواحي الأوروبية المعروفة بالعنف، الوضع الحالي لا يمكن قبوله”.
وأضاف: “يجب أن يتم اتخاذ إجراءات صارمة تشمل إخلاء المباني المحتلة بشكل غير قانوني، والتي يشغلها بشكل رئيسي مهاجرون، هذه الأعمال العنيفة نفذتها عصابات مهاجرين يجب مواجهتها دون أي تبرير”.
وتابع: “لا يمكن استخدام المشاكل الاجتماعية أو أعمار المتورطين كذريعة لأعمال العنف، نحن أمام عصابات إجرامية تتطلب تعاملًا حازمًا”.
حي الفقراء والمهاجرين
يُعرف حي كورفيتو منذ سنوات بأنه منطقة ذات مشاكل متزايدة، تتمثل في التدهور العمراني والبناء غير القانوني وانتشار الفقر، وقد شهدت المنطقة في السابق مظاهرات مماثلة ضد الشرطة.
اقرأ أيضًا: القصة الكاملة لـ وفاة «سجين مصري» مُتفحّمًا في حريق داخل سجن بميلانو