كتبت_ سما صبري..
تعتزم هيئة النقل البريطانية فرض رسوم جديدة على نفق بلاكوول لأول مرة منذ 130 عامًا، وذلك بدءًا من يوم الاثنين 7 أبريل. هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع افتتاح نفق سيلفرتاون المجاور، والذي سيخضع لنفس الرسوم المفروضة على نفق بلاكوول، والهدف من هذه الرسوم هو تحسين حركة المرور والحد من الازدحام في العاصمة لندن، ولكن القرار أثار موجة من الجدل بين السائقين والسياسيين.
التفاصيل الكاملة للرسوم الجديدة
سيتم فرض رسوم على سائقي السيارات والشاحنات الصغيرة بواقع 1.50 جنيه إسترليني لكل عبور خارج أوقات الذروة، و4 جنيهات إسترلينية في أوقات الذروة.
أما سائقي الشاحنات الكبيرة فسيكون عليهم دفع 6.50 جنيه إسترليني في أوقات الذروة. وستنطبق هذه الرسوم على النفقين، بلاكوول وسيلفرتاون، ما سيزيد من التكاليف اليومية التي يتحملها السائقون لعبور نهر التيمز.
مخاوف من ارتفاع تكاليف التنقل
النائب المحافظ لويس فرينش حذر من أن بعض السائقين قد يضطرون لدفع ما يصل إلى 40 جنيهًا إسترلينيًا يوميًا للوصول إلى العمل، وذلك في حال احتساب رسوم نفق بلاكوول إلى جانب ضريبة منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية (ULEZ) التي تصل إلى 12.50 جنيه إسترليني، ورسوم الازدحام التي تبلغ 15 جنيهًا إسترلينيًا.
وقد أطلق فرينش عريضة عبر الإنترنت تطالب عمدة لندن، صادق خان، بإلغاء رسوم النفق، حيث وقع عليها أكثر من 6500 شخص حتى الآن، يأتى ذلك في أعقاب تحذير فرينش من أن هذه الرسوم قد تؤثر سلبًا على أكثر من 100 ألف سائق في شرق وجنوب شرق لندن يوميًا، خاصةً أصحاب الأعمال الصغيرة والمقيمين الذين يعتمدون على هذه المعابر للوصول إلى وظائفهم.
كابوس الازدحام وتفادي الرسوم
فرينش أشار إلى أن هذه الرسوم قد تدفع السائقين إلى البحث عن طرق بديلة لتجنب دفع رسوم نفق بلاكوول وسيلفرتاون، مثل استخدام نفق روثرهيث أو معبر دارتفورد. ومع عدم فرض رسوم على هذه المعابر حالياً، قد تشهد هذه الطرق ازدحامًا كبيرًا نتيجة لزيادة أعداد السائقين الذين يحاولون تجنب الرسوم الجديدة.
كما أعرب فرينش عن مخاوفه من احتمالية فرض رسوم على نفق روثرهيث في المستقبل القريب، وهو ما نفته هيئة النقل في لندن التي أكدت في سبتمبر الماضي أنها “لا تخطط حاليًا لفرض رسوم على نفق روثرهيث”.
استجابة هيئة النقل البريطانية
هيئة النقل في لندن دافعت عن قرارها بفرض الرسوم، مشيرة إلى أن نفق سيلفرتاون سيسهم في تسهيل حركة المرور وتقليل زمن الرحلات بنحو 20 دقيقة خلال أوقات الذروة. وأكدت الهيئة أن فرض الرسوم على كلا النفقين يهدف إلى منع حدوث ازدحام شديد وتأثيرات سلبية على جودة الهواء.
كما أشارت إلى توفر مجموعة من التنازلات والخصومات، بما في ذلك خصم بنسبة 50% للمقيمين ذوي الدخل المنخفض في المناطق المحيطة بالنفقين.
مستقبل التنقل في لندن
في ظل توسع منطقة الانبعاثات المنخفضة للغاية (ULEZ) وزيادة تكاليف التنقل في العاصمة، بات على السائقين في لندن الاستعداد لتحمل تكاليف إضافية لعبور النهر. وبينما تؤكد هيئة النقل في لندن أن هذه الإجراءات تهدف لتحسين جودة الهواء وتقليل الازدحام، يبقى السؤال: هل يمكن تحقيق توازن بين حماية البيئة والحد من تأثير الرسوم على السائقين والمقيمين؟