كتبت – سما صبري..
شهدت الأسواق المالية البريطانية اضطرابات كبيرة يوم الخميس، حيث سجل الجنيه الإسترليني تراجعًا حادًا مقابل الدولار الأمريكي، وهو أدنى مستوى له منذ 14 شهرًا. يأتي هذا الانخفاض في الوقت الذي تشهد فيه السندات الحكومية البريطانية، المعروفة بالجيلتس، زيادة كبيرة في العوائد، ما يضع مزيدًا من الضغوط على الحكومة البريطانية في ظل مخاوف متزايدة من استقرار الاقتصاد الوطني.
تراجع الجنيه الإسترليني وارتفاع العوائد على السندات
هبط الجنيه الاسترليني بمقدار سنت واحد ليصل إلى 1.23 دولار، قبل أن يشهد تعافيًا طفيفًا. في المقابل، سجلت العوائد على السندات الحكومية البريطانية ارتفاعًا كبيرًا، حيث وصل العائد على السندات لعشر سنوات إلى 4.921%، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008. هذه الزيادة تعكس ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي، ما يزيد من العبء على الميزانية العامة.
الرد الحكومي.. تهدئة الأسواق بعد الاضطرابات
في محاولة لتهدئة القلق في الأسواق، صرح السكرتير الأول للخزانة دارين جونز بأن أسواق الجيلتس تعمل بشكل منظم، وأن الطلب على الديون البريطانية ما زال قويًا. هذه التصريحات ساعدت على استعادة بعض الاستقرار في الأسواق، على الرغم من أن محللين أشاروا إلى أن الوضع يعكس فقدانًا تدريجيًا للثقة في قدرة الحكومة على إدارة الأوضاع الاقتصادية.
مقارنات مع الأزمات السابقة: المخاوف من التدخل الدولي
أشار بعض الخبراء إلى تشابه الوضع الحالي مع الأزمة المالية التي واجهتها بريطانيا في عام 1976، حين اضطرت الحكومة البريطانية لطلب مساعدة من صندوق النقد الدولي، مما أدى إلى تدابير تقشفية صارمة. ومع أن الاحتمال في طلب الدعم الدولي يبدو بعيدًا، إلا أن هناك مخاوف من أن الحكومة قد تضطر في المستقبل القريب للحصول على “ختم الموافقة” من صندوق النقد إذا استمر تدهور الأوضاع الاقتصادية.
التداعيات السياسية والاقتصادية
في وقت يواجه فيه الاقتصاد البريطاني تحديات شديدة، تتزايد الضغوط السياسية على الحكومة بسبب خططها لزيادة إسهامات التأمين الوطني اعتبارًا من إبريل المقبل. استطلاعات الرأي أظهرت أن العديد من الشركات البريطانية تخطط لتقليص الأرباح ورفع الأسعار لمواجهة هذه الزيادة. كما دعت أحزاب المعارضة إلى إلغاء هذه الزيادة في الإسهامات لتحفيز النمو الاقتصادي.
على الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، تستعد وزيرة الخزانة راشيل ريفز للسفر إلى الصين في رحلة رسمية تهدف إلى جذب الاستثمارات الدولية، في خطوة مثيرة للجدل في وقت حساس اقتصاديًا.