كتب- محمد أبو الدهب..
لا تزال ردود الفعل تتوالى على حادث مقتل الشاب المصري رامي الجمل، 19 عامًا، خلال مطاردة أمنية في ميلانو، وما أعقبها من احتجاجات المهاجرين المصريين على مدار ثلاثة أيام متتالية.
وشهدت هذه الاحتجاجات التي وقعت بحي كورفيتو في ميلانو أعمال عنف، واشتباكات عنيفة بين المحتجين وقوات الشرطة التي استخدمت قنابل الدخان لتفريق المتظاهرين.
وزير داخلية إيطاليا: ميلانو تحت السيطرة
عقدت محافظة ميلانو، الخميس، مائدة مُستديرة حول النظام والأمن في المحافظة بعد أحداث كورفيتو بحضور وزير الداخلية بيانتيدوسي، لمناقشة الوضع الأمني وأحداث ميلانو الأخيرة.
وعلّق وزير الداخلية الإيطالي بيانتيدوسي على الحادث، وقال: ” لا يمكن القول إن ميلانو مدينة خارجة عن السيطرة، ثم لا ينبغي الاستهانة بأي إشارة”.
إضافة 600 شرطي جديد للمدينة
وأضاف: “لا أذهب إلى حد القول إن ميلانو مدينة آمنة وليس بها أي مشاكل، لكن لا جدوى من صلب هذه المدينة التي تبذل جهدًا من أجل نموذج يميز الجميع”.
وأعلن عمدة ميلانو بيبي سالا عن حصوله على ضمانات بإضافة 600 ممثل إضافي لقوة الشرطة، بما في ذلك الشرطة والدرك والشرطة المالية، مؤكّدًا على أنه سيلتقي قريبا بعائلة رامي الجمل.
النيابة تحقق في مقتل المصري رامي الجمل
فتحت النيابة تحقيقًا موسّعًا في واقعة مقتل الشاب المصري رامي الجمل في مطاردة أمنية بوسط ميلانو، ولا تزال كاميرات التجسس العسكرية قيد المشاهدة، لكن من المؤكّد حتى الآن أنه لم يتم تصوير لحظة الحادث.
ويشرف على التحقيقات المدعي العام ماركو سيريجليانو الذي سجَّل في سِجل المُشتبه بهم كلًا من الشرطي الذي يقود سيارة الخدمة، والشاب التونسي فارس بوزيدي البالغ من العمر 22 عاما الذي كان يقود الدراجة النارية.
تشريج جثمان المصري رامي الجمل
ومن المقرر إجراء تشريح جثة الشاب المصري رامي الجمل البالغ من العمر 19 عامًا يوم الجمعة 29 نوفمبر، ويبحث المحققون عن مقاطع فيديو أخرى، وأي شهود لإزالة أي شك حول ما حدث.
استغلال الحادث سياسيًّا
في محاولة لاستغلال الحادث سياسيًّا؛ قال وزير النقل ماتيو سالفيني: “إن أولئك الذين يطلقون العنان للعنف والسلوك غير الحضاري من خلال مهاجمة من يرتدي الزي العسكري، ويعرضون المواطنين للخطر، هم مجرمون يجب معاقبتهم دون تهاون”.
وأضاف متسائلًا: “هل يبدو الأمر طبيعيا بالنسبة لك؟ هل هذا هو المجتمع الذي يريده الناس المرحبون والداعمون للمهاجرين؟، بدلاً من أن يأتوا من بلدان معرضة للخطر؛ فإنهم هم الذين يشكلون خطرًا على بلدنا”.
يمين ويسار
أليساندرو فيري، زعيم المجموعة اللومباردية في مجلس المدينة انتهز الفرصة لانتقاد سياسة عمدة ميلانو صاحب التوجّه اليساري بيبي سالا، مُطالبًا بتشكيل مجلس بلدي استثنائي.
وقال فيري: “إن حرب العصابات الحضرية في كورفيتو هي نتيجة لفشل سالا والنموذج اليساري التقدمي خلال ثماني سنوات، وبعد ثلاثة أيام من حرب العصابات في ميلانو لم نسمع حتى موقفًا منه”.
ماذا حدث؟
شهدت مدينة ميلانو حادثة مأساوية أسفرت عن مقتل الشاب المصري رامي الجمل، عندما كان يستقل دراجة نارية من ماركة ياماها تي، يقودها شاب تونسي يُدعى فارس.
وتعرض الاثنان لحادث أثناء مطاردة الشرطة لهما بعد رفضهما التوقف عند نقطة تفتيش، انتهت المطاردة بفقدان السيطرة على الدراجة، مما أدى إلى اصطدامها.
وتوفي الشاب المصري رامي الجمل متأثرًا بإصاباته، بينما نقل السائق إلى المستشفى واحتجز لاحقًا بتهمة القيادة بدون ترخيص والتسبب في الحادث.
جدل كبير
الحادث أثار جدلًا واسعًا حول دور الشرطة الإيطالية وطريقة تعاملها مع المطاردات المرورية. كما تصاعدت النقاشات بشأن سلامة الطرق في المناطق التي تشهد حياة ليلية نشطة.
وشهد حي كورفيتو في ضواحي ميلانو ليلة مليئة بالتوتر، حيث اندلعت احتجاجات قادها مصريون، وأضرم المتظاهرون النار في الشوارع وصناديق القمامة.
وتطورت الأحداث إلى حد الاشتباك العنيف بين المتظاهرين الذي استخدموا المفرقعات النارية، وقوات الشرطة التي أطلقت قنابل الغاز صوب المحتجين، واستمرت الاحتجاجات لمدة ثلاثة أيام متتالية.
عودة الهدوء إلى ميلانو
ورفض والد المصري رامي الجمل أحداث العنف في ميلانو، ودعا المتظاهرين إلى التوقُّف عن الاحتجاج، وترك المجال للمحققين والجهات القضائية في كشف الحقيقة، والانتصار لقضية نجله القتيل.
وأعلن عمدة محافظة ميلانو بيبي سالا أنه يسعى إلى عقد لقاء مع أسرة الشاب المصري رامي الجمل، بينما بدأ أفراد الشرطة في جمع تبرعات لتوفير المساعدة القانونية لزميلهم الشرطي المحتجز على ذمة القضية.