كتبت- سوزان عبد الغني..
يصاب أكثر من 90,000 شخص في هولندا بالهربس النطاقي سنويًا، وهو عدوى فيروسية مؤلمة يمكن أن تؤدي إلى ألم عصبي مزمن مدى الحياة.
ومع التقدم السريع في عمر السكان خلال العقد المقبل، يحذر الخبراء الصحيون من أن الحالات ستستمر في الارتفاع، وفقًا لـ NOS.
ويقدر أن ما بين 10% و25% من المصابين بالهربس النطاقي يعانون من الألم العصبي التالي للهربس، وهو حالة مزمنة تستمر لفترة طويلة بعد زوال الطفح الجلدي.
يتوفر لقاح فعال للغاية، Shingrix، ويوفر حماية طويلة الأمد. ومع ذلك، لا يغطيه التأمين الصحي، مما يجبر الأفراد على دفع ما يقرب من 400 يورو من أموالهم الخاصة للحصول عليه عبر GGD.
يقول تيمو بولسومز، أخصائي الأمراض المعدية في GGD Rotterdam-Rijnmond:
“نرى أن الناس يفقدون الاهتمام عندما يسمعون السعر، لكننا نريد حماية أكبر عدد ممكن من الأشخاص“.
ماهو مرض الهربس النطاقي
الهربس النطاقي هو عدوى فيروسية تسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، يمكن أن يصيب الهربس النطاقي أي مكان من الجسم، وهو يظهر عادة على شكل خط واحد من البثور يغطي الجانب الأيسر أو الأيمن من الجذع.
ينتج الهربس النطاقي عن الفيروس النطاقي الحماقي، وهو الفيروس نفسه الذي يسبب جدري الماء.
ففي حال الإصابة بجدري الماء، يبقى الفيروس في جسمك لبقية حياتك. وبعد سنوات، قد ينشط الفيروس مجددًا ويسبب الهربس النطاقي.
“ألم لا يُحتمل”
بيتر بيليين، الذي أصيب بالهربس النطاقي في عام 2023، وصف الألم بأنه لا يُطاق،:” يشبه حروق الشمس الشديدة التي لاتختفي أبدًا. في بعض الأحيان، أشعر وكأن ضلوعي مكسورة، هناك أيام جيدة وأيام سيئة، لكن الألم دائم“.
ويضيف، لا يوجد علاج للهربس النطاقي، وبعض المرضى يجدون راحة في الأدوية، لكن العلاجات المتاحة، مثل مضادات الصرع ومضادات الاكتئاب والمسكنات الأفيونية مثل الميثادون، تسبب آثارًا جانبية خطيرة ولا تكون دائمًا فعالة.
الوقاية هي الحل
تؤكد السلطات الصحية أن التطعيم هو أفضل خيار للوقاية.
في ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، يتم تعويض تكلفة اللقاح بالكامل لكبار السن. وفي عام 2019، أوصى المجلس الصحي الهولندي بتقديم اللقاح مجانًا لمن تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، لكن الحكومات المتعاقبة رفضت ذلك بسبب التكاليف المرتفعة.
وعلى الرغم من إقرار المجلس الصحي بفعالية اللقاح، فقد وافق مع الحكومة على أن تغطية نفقاته لن تكون “فعالة من حيث التكلفة”.
أزمة في الأدوية وزيادة الضغط على الرعاية الصحية
يعتمد العديد من المرضى الذين يعانون من الألم العصبي المزمن على أدوية غالبًا ما تكون ناقصة في السوق.
ويمكن أن تساعد التدابير الوقائية، مثل التطعيم، في تخفيف الضغط على النظام الصحي وتقليل الاعتماد على هذه الأدوية.
كما أن الألم العصبي الحاد قد يحد من قدرة المرضى على الحركة، مما يزيد من احتمالية احتياجهم إلى رعاية منزلية أو تمريضية مبكرة. ومع ارتفاع أعداد كبار السن، تزداد الحاجة إلى إيجاد حلول مستدامة.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد الهولنديين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا بـ 800,000 شخص في السنوات الـ 15 المقبلة، وبما يقرب من 1.5 مليون بحلول عام 2070.
دعوات متزايدة للتحرك الحكومي
تتصاعد المطالبات باتخاذ إجراءات حكومية. فقد حث النائبان جوليان بوسهوف (GroenLinks-PvdA) وويكي باولوسما (D66) وزير الصحة كاريمانز الأسبوع الماضي على إدراج لقاح الهربس النطاقي في البرنامج الوطني للتطعيمات. وسيحدد الميزانية الحكومية في الربيع المقبل ما إذا كان سيتم تخصيص تمويل لهذا الغرض.
وشددت تيسون على التأثير الإنساني لهذا القرار الحكومي:”يعاني الناس من ألم لا يُحتمل لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفةاللقاح. بعضهم يلجأ حتى إلى القتل الرحيم“.
معاناة تنتهي بالموت
ذكرت صحيفة Tubantia الهولندية أن روب شوتي، وهو رجل من أنسخديه، اختار القتل الرحيم العام الماضي بسبب الألم العصبي الشديد الناجم عن الهربس النطاقي. وفي آخر مقابلة له، أعرب عن أسفه لأنه لم يكن يعيش على بعد 10 كيلومترات فقط داخل ألمانيا، حيث اللقاح مجاني، “لو كنت قد تلقيت اللقاح، لما كنت أعاني من هذا المرض الرهيب“.