كتبت – سوزان عبد الغني..
خلال الفترة من 9 إلى 13 ديسمبر الجاري، عاد حوالي 7 آلاف و621 سوريًا وسورية إلى بلادهم، بحسب إعلان وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، الأحد، إثر التغيرات السياسية الأخيرة في سوريا، ولكن هل من شأن العودة وترك الأعمال من جانب السوريين إتاحة الفرصة الأكبر لعمل المصريين.
ومن جانبه قال رئيس رابطة المستثمرين في تركيا، إيهاب فؤاد: “أتمنى أي استفادة للمصريين، ولكن حتى الآن على أرض الواقع، الأرقام لا تتحدث سوى عن عودة حوالي ٨٠٠٠ شخص إلى سوريا، أغلبهم من الفئات الدنيا”.
وأضاف فؤاد في تصريحات خاصة لـ”وصال” أنه من كان وضعه مستقرًا في تركيا من السوريين، لن يقرر العودة الطوعية لسوريا.
وأوضح أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في تصريحات له إن من يقرر من السوريين البقاء فهو فوق رؤوسنا، لذلك لازال الوقت مبكرًا لتحديد المستفيد من ذلك الوضع.
وأضاف: “ولكن في المجمل، اعتقد سيكون الموضوع في صالح العمالة المصرية، على الأقل لن تأتي أعداد جديدة من السوريين إلى تركيا”.
مجالات عمل متاحة مستقبلًا في تركيا
وعن المجالات التي ستتاح للعمالة المصرية، قال فؤاد:”في قادم الأيام، اعتقد مجال الغزل والنسيج سيكون أكثر المهن المطلوبة”.
وكانت أعداد العمال السوريين الذين عادوا إلى بلادهم تسببت في أزمة حادة يواجها قطاع النسيج في إسطنبول، ولا سيما في منطقة باغجلار، وقد أدت هذه العودة المفاجئة إلى نقص كبير في العمالة، مما انعكس سلبًا على الإنتاج وسرعة تسليم الطلبات.
ومن جانبه، وصف مسعود كايا، صاحب ورشة نسيج في باغجلار، الوضع الحالي بأنه “غير مسبوق”، موضحًا أن غياب العمال السوريين ترك فجوة كبيرة في ورشته.
وقال كايا: “جئنا إلى الورشة يوم الإثنين، لاحظنا غياب العمال السوريين كنا نعتمد على 8 عمال لإدارة 20 آلة، والآن نحاول إتمام العمل بثلاثة أو أربعة أشخاص فقط”.
وأضاف أن هذا النقص أثر بشكل مباشر على القدرة الإنتاجية، مما تسبب في تأخير ملحوظ في تسليم الطلبات، وأثر ذلك سلبًا على العلاقة مع العملاء.
ضعف الاعتماد على البدائل
وأكد عمر أوز، أحد مصنّعي النسيج في تركيا أن غياب العمال السوريين كشف ضعف الاعتماد على البدائل المحلية المؤهلة.
وأوضح: “شكّل العمال السوريون أساس الإنتاج، ليس فقط بمهاراتهم الفنية ولكن بقدرتهم على التواصل مع العملاء والمساهمة في المبيعات”.
ومن جانبهم طالب أصحاب ورش النسيج الحكومة التركية للمساعدة في إيجاد حلول عاجلة للأزمة.
وأكد مسعود كايا: “نحن بحاجة إلى خطط طارئة، سواء لتوفير عمالة بديلة أو لتدريب العمال المحليين، إذا لم يتم التحرك سريعًا، فإن قطاع النسيج بأكمله معرض لخسائر فادحة”.
إقامات المصريين في تركيا
وعن كيفية السفر إلى تركيا من المصريين، أوضح رئيس اتحاد المستثمرين المصريين، أن الوضع في السفر كما هو لم يتغير، فالسفر يكون بتأشيرة سياحة ثم محاولة تقنين الوضع الداخلي بالتقديم على الإقامة السياحية.
وأضاف: “الوضع الآن أصبح مختلفًا فالسلطات التركية تعلم أن الإقامات السياحية ليس غرضها السياحة ولكن للعمل وهم الآن في وضع يتيح لهم السماح بتلك الإقامات”.
وتابع: “وبالطبع بالنسبة للعمال فلن تكون الإقامة العقارية أمر متاح، حيث إنها تحتاج لشراء عقار 200 ألف دولار أو 400 ألف دولار في حالة الحصول على الجنسية”.
وأردف: “الإقامة إما أن تكون للطلاب ويتم السماح لهم بالعمل الجزئي، ولكن إقامة العمل حتى الآن شبه مستحيلة، وفي حالة تشغيل مصري لا بد من تعيين ٥ أتراك ويقتصر ذلك الوضع على الشركات الكبرى”.
مستقبل سوريا
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال، في وقت سابق، إن بلاده “مستعدة لفعل ما في وسعها من أجل استقرار سوريا وسنتغلب على الصعاب معًا”.
وأوضح: “تركيا ستعيد فتح حدودها مع سوريا لتسهيل عودة اللاجئين.. والسوريون سيقررون مستقبل سوريا”.
وأردف: “ما يتعين على تركيا فعله هو دعم مساعي السوريين لإعادة بناء بلدهم.. الفترة المظلمة في سوريا انتهت وفترة النور بدأت”.
وأكد: “أعتقد أن رياح التغيير في سوريا ستفيد شبعها وأن العودة الآمنة والطوعية ستزيد مع تحقيق الاستقرار”.
ويعد قطاع النسيج من ركائز الاقتصاد التركي، حيث يعتمد على شبكة واسعة من الورش الصغيرة والمتوسطة.
إليك تركيا.. تحذيرات من هطول أمطار غزيرة وثلوج على بعض المدن