كتب – محمد أبو الدهب..
كشف المعهد الوطني للفيزياء وعلم البراكين (INGV) عن دراسة حديثة نشرتها مجلة Geophysical Research Letters، عن أسباب اضطراب الطائرات في سماء أوروبا.
اضطرابات جوية في سماء أوروبا بسبب تغيُّر المناخ
وأشارت الدراسة إلى زيادة ملحوظة في الاضطرابات الجوية في سماء أوروبا خلال العقود الأربعة الماضية؛ خصوصًا فوق البحر الأبيض المتوسط، شمال أوروبا، والمملكة المتحدة.
وأرجعت الدراسة السبب الأساسي إلى تأثيرات تغيُّر المُناخ، الذي يعزز التغيرات في التيارات الهوائية الرئيسية.
أنواع الاضطرابات الجوية وتأثيراتها
تطرقت الدراسة إلى نوعين رئيسيين من الاضطرابات الجوية:
- الاضطراب الحملي (Convective Turbulence): يحدث نتيجة حركات الهواء العمودية بسبب التسخين الشديد لسطح الأرض، ويصاحبه تكوين السحب الركامية والعواصف الرعدية.
- اضطراب الهواء الصافي (CAT): يحدث في غياب الإشارات المرئية وينجم عن التغيرات الرأسية في سرعة الرياح، خاصة بالقرب من التيارات النفاثة.
وأشار الباحث توماسو ألبيرتي إلى أن اضطراب الهواء الصافي هو الأخطر، إذ يصعب اكتشافه أو التنبؤ به، ما يشكل خطرًا على سلامة الطيارين والرُّكَّاب.
دور تغير المناخ في الظاهرة
أكّدت الدراسة أن تغيُّر المُناخ يؤثّر بشكل مباشر على التيارات النفاثة شبه الاستوائية وشبه القطبية، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة حوادث الاضطراب الجوي.
وأوضحت أنه في المناطق القريبة من هذه التيارات، تضاعفت فرص حدوث اضطرابات الهواء الصافي ثلاث مرات، من 1.5% إلى 4% خلال العقود الأخيرة.
أنواع التيارات النفاثة
- التيار النفاث شبه الاستوائي: يتسبب في اضطرابات بالمناطق الجنوبية من أوروبا، بما في ذلك وسط وجنوب البحر الأبيض المتوسط.
- التيار النفاث شبه القطبي: مسؤول عن نوبات الاضطراب في مناطق المملكة المتحدة وشمال أوروبا.
التغيرات الجغرافية والموسمية
أظهرت الدراسة زيادة في شدة وتواتر هذه الاضطرابات، مع توسع المناطق المتأثرة جغرافيًا لتشمل شمال المحيط الأطلسي، الدول الإسكندنافية، إيطاليا، وحتى البحر الأبيض المتوسط.
كما لوحظ اختلاف في شدة الاضطرابات حسب الموسم، حيث تكون أقوى في الشتاء وأقل في الصيف.
انعكاسات الدراسة
لا تقتصر نتائج الدراسة على تحسين فهم ظاهرة الاضطرابات الجوية فحسب، بل تُمثّل أيضًا خطوة نحو تطوير تقنيات تنبؤ أكثر دقة واستراتيجيات لتقليل التأثيرات، للعمل على:
- تعزيز سلامة الطيران.
- تقليل التكاليف التشغيلية المرتبطة بشركات الطيران.
ويأتي هذا البحث في وقت يتزايد فيه تأثير تغيُّر المُناخ على كافة القطاعات، ما يعكس أهمية وضع استراتيجيات حديثة للتكيف مع هذه الظواهر الجوية المتزايدة.