كتبت – فاتن علي..
شهدت أسواق العملات المشفرة انخفاضًا حادًا صباح الاثنين في التعاملات الآسيوية، حيث تراجعت عملة الإيثريوم (Ether) بنسبة 26%، وسط حالة من العزوف عن المخاطر بين المستثمرين الذين يسارعون إلى تصفية أصولهم الرقمية لتغطية خسائرهم في الأسواق المالية الأخرى، التي تعاني من اضطرابات عقب فرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة.
وحتى الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش، سجلت عملة البيتكوين (Bitcoin)، التي تُعد أكبر عملة رقمية في العالم من حيث القيمة السوقية، تراجعًا بنسبة 4.12% إلى 93,045 دولارًا، بعد أن انخفضت لفترة وجيزة بنسبة 6% لتصل إلى 91,304 دولارًا.
أما عملة الإيثريوم، ثاني أكبر عملة رقمية، فقد انخفضت بنسبة 20.3% إلى 2,470 دولارًا، ووصلت خسائرها خلال الجلسة إلى 26.5%، في أكبر تراجع يومي لها منذ عام 2021، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
انهيار شامل في العملات المشفرة
إلى جانب العملات الرئيسية، شهدت أيضًا العملات الرقمية عالية المضاربة، المعروفة باسم “ميم كوينز” (Memecoins)، انخفاضات حادة، وتُعد هذه الفئة من العملات المشفرة عديمة الفائدة الاقتصادية، وتعتمد في قيمتها على الضجة الإعلامية حول شخصيات أو ظواهر منتشرة على الإنترنت.
وفي تعليق على هذه التطورات، قال ستيفن إينيس، المحلل في SPI Asset Management:
“نشهد انهيارًا عامًا في سوق العملات المشفرة، حيث دخلت الأسواق في وضع العزوف عن المخاطر.”
وأشار إلى أن الأسواق تشهد اندفاعًا واسعًا نحو السيولة، حيث يقوم المستثمرون بالتخلص من الأصول المضاربة لتوفير النقد استعدادًا لموجة محتملة من طلبات تغطية الهامش (Margin Calls) في البورصات وسوق الصرف الأجنبي، وهو ما يجبر المستثمرين على بيع الأصول لتعويض خسائرهم في الأسواق التقليدية.
تداعيات حرب تجارية جديدة
جاء هذا الاضطراب في الأسواق المالية بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة بلغت 25% على المنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى زيادة 10% على الرسوم الحالية المفروضة على الواردات الصينية.
ويثير هذا القرار مخاوف من تصاعد حرب تجارية عالمية، قد تؤدي إلى اضطرابات في التجارة الدولية، وإضعاف النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم، وقد يدفع ذلك مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
في ظل هذه الأجواء المليئة بعدم اليقين، سارع المستثمرون يوم الاثنين إلى التخلص من الأصول الخطرة، وهو ما انعكس في تراجع الأسواق المالية الآسيوية بشكل متزامن.
تراجع العملات العالمية وضغوط على الملاذات الآمنة
لم تقتصر الضغوط على العملات المشفرة، بل تأثرت أيضًا العملات التقليدية، حيث شهدت كل من البيزو المكسيكي، الدولار الكندي، الوون الكوري الجنوبي، والدولار الأسترالي انخفاضًا كبيرًا أمام الدولار الأمريكي.
وفي تحول غير متوقع، تعرض الذهب أيضًا لانخفاض بنسبة 0.53%، حيث فقد بعضًا من مكانته كملاذ آمن، مع اتجاه المستثمرين إلى توفير السيولة النقدية بدلًا من الاحتفاظ بالذهب كأصل استثماري طويل الأجل.
البيتكوين في الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي؟
وسط هذه التطورات، كشفت تقارير إعلامية أن إدارة ترامب تعتزم تخفيف اللوائح التنظيمية الخاصة بالعملات المشفرة، وتدرس إنشاء احتياطي استراتيجي وطني من البيتكوين، يضم الأصول الرقمية التي تمتلكها الحكومة الأمريكية بالفعل.
وفي هذا السياق، أشار جوناثان يارك، المحلل في Acheron Trading، إلى أن الإيثريوم تكبد خسائر أكبر مقارنة بعملتي البيتكوين وسولانا، لأن التوقعات تشير إلى إدراج البيتكوين وسولانا في الاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي، بينما لن يتم تضمين الإيثريوم، مما يجعله أكثر عرضة للتقلبات الحادة.