كتب – محمد أبو الدهب..
حاول قاصر مصري يبلغ من العمر 17 سنة مُحتجز في سجن القصر بمدينة جنوة في إيطاليا الانتحار لكن ضابط شرطة السجن نجح في أنقذه باللحظات الأخيرة.
وزعمت نقابة شرطة السجون في أويل أن السجين المصري كان معزولًا منذ سبعة أيام بسبب إصابته بمرض جلدي مُعدٍ “الجرب”، وكان رهن الاعتقال بتهمة السرقة.
ضابط السجن يتدخل في الوقت المناسب
قال السكرتير الإقليمي لنقابة شرطة السجون فابيو باجاني: “أُنقذ الشاب المعتقل من الموت المحقق بفضل التدخل السريع من قبل ضابط شرطة السجن الوحيد المناوب في الوقت المناسب”.
وأضاف باجاني: “دخل الضابط الزنزانة دون تأخير، وأنقذ حياة الشاب الذي تم اعتقاله على الرغم من عزله وحيدًا بسبب إصابته بمرض الجرب المُعدي”.
حاول خنق نفسه وضابط واحد كان في الخدمة
وأفادت التحقيق الأولية بأن الشاب المصري حاول التخلُّص من حياته بخنق نفسه عن طريق صنع مشنقة من الملابس الخاصة به، بعد تدهور حالته النفسية.
وأشارت نقابة شرطة السجون إلى أن مركز الاحتجاز كان به 43 مُحتجزًا، أُلقي القبض عليهم منذ بداية العام الجاري 2024، في حين كان هناك ضابط خدمة مناوب واحد فقط بالمركز.
مآسي لا تنتهي
اشتكى المهاجرون في كثير من الأحيان من سوء معاملة ضباط السجون في مراكز الاستقبال والاحتجاز، كما شهدت العديد من سجون إيطاليا توترات واضطرابات وحرائق.
وبلغ عدد حالات الانتحار في سجون إيطاليا 70 بين النزلاء، و7 ضباط شرطة، منذ بداية العام الجاري، وقُدّر عدد السُّجناء نحو 61.758 سجينًا، رُغم أن الطاقة الاستيعابية لها 50.911 كحد أقصى.
قتيل مصري في سجون إيطاليا
في سبتمبر الماضي؛ ضجَّ المجتمع الإيطالي بمقتل سجين مصري يُدعى يوسف برسوم، في حريق نشب داخل زنزانته بسجن «سان فيتوري» في قلب مدينة ميلانو بشمال إيطاليا.
وعُثر على جُثمان الشاب المصري البالغ من العمر 18 عامًا، مُتفحمًا داخل حمام الزنزانة، بعد السيطرة على الحريق، وكشفت التحقيقات وقتها عن أن يوسف كان يُعاني من قصور عقلي ونفسي.
غياب النموذج الإنساني لتأهيل القاصرين
أشارت منظمة «أنتيجون أونلوس» الحقوقية إلى أن إيطاليا كانت نموذجًا إيجابيًا في العدالة الجنائية للأحداث في أوروبا والعالم بفضل قدرتها على تقليل اللجوء إلى السجن للأطفال من خلال التركيز على نهج تعليمي.
وأوضحت أنه بدلاً من حماية هذا النموذج الإنساني وتوسيعه، فُكك تدريجيًا من قبل الحكومات الإيطالية المُتتابعة، مبينة أن الحكومة الحالية تسير على النهج نفسه اتجاه الأحداث.
ظروف عمل صعبة في السجون
في المقابل؛ يشتكي مُمثّلو الشرطة من ظروف العمل الصعب داخل سجون ميلانو، بما في ذلك وضع البنية التحتية والهيكلية للسجون، واضطرابات النُّزلاء المُتكررة.
فيقول أمين نقابة شرطة السجون المستقلة في لومبارديا ألفونسو جريكو إن « الوضع العملي لشرطة السجون صعب دائمًا؛ فلا توجد فترات راحة، والأمن معدوم بسبب الوضع الإنشائي للمبنى».
ويُضيف: « مبنى السجن يكاد يكون غير صالح للاستخدام بالكامل، بدون أبواب حديدية، وتلك الموجودة مُستندة إلى الجدران فقط، وأكشاك الضباط مُدمّرة، كيف يُمكن العمل في مثل هذه الظروف؟!».
أمين اتحاد النقابات المستقلة CNPP دومينيكو بيليتشا وصف شرطة السجون بأنها « جهازًا صحيًّا وفعّالًا للدولة»، مؤكّدًا على أن الجهاز يعمل غالبًا في ظروف حرجة عضوية وهيكلية.